* أثار و ما يزال المقال الذي كتبه الدكتور محمد نور دشان رئيس اتحاد الهيئات و الجاليات الاسلامية بايطاليا حول الاعتداءات الاسرائلية على الفلسطينيين و اللبنانين منذ قيام الدولة العبرية و الى يوم الناس هذا و الذي شبه فيه هذه الاعتداءات بما وقع لليهود على يد النازية، أثار ردود أفعال غاضبة و في بعض الأحيان متشنجة، سواء من طرف اليمين الايطالي أو من حتى من طرف اليسار حتى يخيل اليك أنك في اسرائيل و لست في ايطاليا فقد طالب بعض السياسين الايطاليين من الدكتور دشان الاعتذار في حين اعتبر البعض الآخر أن المقال لا يخدم اندماج المسلمين في المجتمع، بل دفع بعض الجمعيات الى المطالبة بملاحقة رئيس الاتحاد قضائيا لانه حسب زعمهم تجاوز الحدود و أصبح معاديا للسامية، و هي التهمة التي ما ينفك الغرب يعلق عليها كل من ينقد الانتهاكات الاسرائلية أويلومها على قتل الناس حتى و ان كانوا أطفالا،بل دفع بالوزير السابق في حكومة برلوسكوني كالديرولي و هو من الحزب العنصري رالطة الشمال الى المطالبة ليس بطرد رئيس الاتحاد من اللجنة الاستشارية للاسلام الايطالي و انما طرده من ايطاليا بالرغم من أن الدكتور دشان يحمل الجنسية الايطالية أيضا و لم يكلف أحد نفسه عناء دقيقة في التحقيق فيما جاء في الرسالة المدفوعة الثمن و التي حملت عنوان " البارحة مجازر نازية واليوم مجازر اسرائلية" ومما جاء فيها اعطو خمس دقائق لهذه الرسالة وتفكروا و أنتم بصدد قراءتها هناك أبرياء يموتون. ثم طلبت منهم التفكير في ضحايا القوة الاسرائلية و أنه خلال أربعة أسابيع قتل أكثر من ألف شخص في حين الجرحى يعدون بالآلاف و أيضا المشردين، و كيف أن اسرائيل استعملت في هذه الحرب القنابل العنقودية المحرمة دوليا كما عرج المقال عن دعوة الولاياتالمتحدة الى شرق أوسطي جديد تكون فيه اسرائيل صاحبة السيادة، و قبل أن يختم المقال عرض جدولا للضحايا الفلسطينيين و اللبنانين منذ 1937 الى يوم الناس هذا، و ختم بتذكير الايطاليين و الايطاليات، قائلا و الآن لا يستطيع أحدا أن يقول لم أكن أعلم... و ربما تكون هذه الجملة هي أكثر ما استفزت المهاجمين على المقال فقد وضعتهم أمام مسئولياتهم الأخلاقية على الأقل. و بذلك دخلت الحكومة الايطالية الى مجموعة الرافضين لهذا المقال جاء ذلك على لسان وزير الداخلية جوليو أماتو و الذي سرعان ما دعى يوم الاثنين 28 أغسطس الى اجتماع اللجنة الاستشارية للاسلام الايطالي ، و التي تضم في عضويتها الدكتور دشان اضافة الى شخصيات عربية أخرى، و كان على جدول الأعمال المقال و طرح الوزير مسودة "ميثاق" مبادىء على الاعضاء موصيا بضرورة تكامله وتطويره تمهيدا لتوقيعه من قبل المجلس وشملت المسودة المكونة من صفحة واحدة فقط كل القيم الاساسية للدستور التى تشير الى الاسرة والفرد، والمجتمع الدولى، والشعب الايطالي. وتتضمن تلك القيم ايضا حرية التعبير، وحقوق الاطفال وتعليمهم، المساواة بين الازواج والزوجات فى علاقاتهم ومسؤولياتهم المشتركة فى تعليم الاولاد. في حين احتفظ اماتو بحقه فى ان تكون له الكلمة الاخيرة فى المسودة بعد الاستماع فى اجتماع آخر مع المجلس إلى آراء الاعضاء والمثقفين وخبراء القانون. وقال الوزير فى بيان انه عند ذلك فقط يمكن لأعضاء المجلس ان يوقعوا على الميثاق. هذا و قد سبق الاجتماع رسالة من رئيس الاتحاد موجهة الى وزير الداخلية توضح فيها أن المسلمين ليس لهم عداء مع اليهود أو السامية بل هم أنفسهم ساميون و انما المقاربة للتوضيح و أن المشكل مع الدولة الاسرائلية و ليس مع الديانة اليهودية.