تظاهر آلاف التونسيين اليوم الإثنين، في مدن تونس وباجة (شمال) وسيدي بوزيد (وسط)، التي انطلقت منها الثورة التونسية، وصفاقس (جنوب)، للمطالبة بتطهير جهاز القضاء التونسي من "الفساد" ومن بقايا رموز نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وردد المشاركون في هذه المظاهرة عبارات من قبيل "الشعب يريد قضاء مستقلا"، "التطهير.. التطهير.. والبداية بالوزير"، في إشارة إلى مطالب بإقالة وزير العدل الحالي الأزهر القروي الشابي، الذي تشرف وزارته على تنظيم قطاع العدالة بشقيها القضاء والمحاماة. وخرجت أكبر مظاهرة بالعاصمة تونس وشارك فيها نحو 4000 شخص بين نقابيين وممثلين عن أحزاب سياسية ومنظمات أهلية. وطالب المشاركون في هذه المظاهرة، التي دعا إليها الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر نقابة عمال في البلاد) بتطهير القضاء من الفساد وبإقالة وزير العدل الحالي. واستخدمت الشرطة التونسية القنابل المسيلة للدموع بشكل مكثف لتفرق مظاهرة ثانية شارك فيها نحو 2000 شخص حاولوا التظاهر أمام مقر وزارة الداخلية التونسية في شارع الحبيب بورقيبة (وسط العاصمة). ورشق المتظاهرون قوات الأمن بالحجارة مرددين "وزارة الداخلية وزارة إرهابية" و"الشعب يريد إسقاط النظام" و"الشعب يريد ثورة من جديد". ونفذ اليوم الإثنين عشرات من المحامين والقضاة وقفة احتجاجية أمام وزارة العدل التونسية للتنديد ب "فساد" القضاء قبل أن ينضم إليهم مئات المواطنين. وأطلقت تونس في الثالث من أغسطس الحالي سراح بشير التكاري وزير العدل لمدة عشر سنوات (1999/2010) في عهد الرئيس المخلوع بعد أن كانت اعتقلته يوم 11 يوليو بتهمة الفساد. وذكر قضاة أن إطلاق سراح التكاري جاء بعد تهديده بنشر ملفات تدين غالبية قضاة تونس بالفساد. وتمكنت يوم 30 يوليو الماضي السيدة العقربي المقربة من الرئيس التونسي المخلوع والمتورطة في قضايا فساد مالي من الهرب إلى فرنسا بعد أخر قاض تونسي إحالة ملف يدينها بالفساد على العدالة إلى يوم 3 أغسطس رغم أن الملف وصله يوم 21 يوليو. وأثار الإفراج عن التكاري وهروب العقربي سخط وإحباط التونسيين الذين اتهموا قضاء بلادهم بالفساد و"بالتستر على الفاسدين". وأفاد وزير العدل الحالي في تصريحات نشرت الأسبوع الماضي أن بلاده تعد اليوم نحو 1800 قاض قال إن "غالبيتهم شرفاء". المصدر : و.أ.الألمانية تحديث الوسط التونسية بتاريخ 16 أغسطس 2011