ما طبيعة المرحلة المقبلة؟ وما نتائج الثورات العربية؟ وما طبيعة الانظمة العربية المقبلة؟ وما القوى السياسية الصاعدة؟ وما انعكاسات هذه المتغيرات على منطقة الخليج؟ شملان يوسف العيسى-صحف-الوسط التونسية: تواجه دول الخليج العربية تحديات جديدة بعد الثورات العربية (الربيع العربي) وعلى الرغم من حقيقة ان هذه الثورات لم تنته ولم تتضح معالمها ونتائجها حتى الآن الا ان الامر المؤكد هو ان هنالك تغيرات جذرية تمس القيادات العربية السابقة وبروز دور الشعوب كمتغير جديد في التغيير. ما طبيعة المرحلة المقبلة؟ وما نتائج الثورات العربية؟ وما طبيعة الانظمة العربية المقبلة؟ وما القوى السياسية الصاعدة؟ وما انعكاسات هذه المتغيرات على منطقة الخليج؟ كل هذه التساؤلات لا نملك الاجابة عليها كاملة لكننا سنحاول ان نفهم ماذا يجري في منطقتنا العربية خصوصا وان التغيرات في كل بلد عربي تختلف عن الاخرى فالثورة في كل من تونس ومصر حسمت بأقل اراقة للدماء والضحايا والتدمير للبلد من الثورة في ليبيا واليمن وسورية. الامر المؤكد بأن التحولات الجديدة في المنطقة تختلف نتائجها عن ما حدث بعد نكبة فلسطين في انقلابات عسكرية والتغيرات ستكون اعمق من هزيمة 1967 ونتائجها مع الواقع العربي اكثر في غزو الكويت وتحرير العراق عام 1990 و2003... كل هذه الكوارث والحروب والانقلابات كان تأثيرها محدودا لأن الجماهير والشعوب العربية لم تشارك بها مشاركة فعالة.. الثورات العربية الجديدة اطاحت بالنظام الاستبدادي القهري في كل من تونس ومصر. التساؤل هنا هل نحن في الخليج محصنون من التغيير؟ لا احد يعرف الحقيقة.. لكن المؤكد أن دول الخليج وغيرها من الدول العربية تحاول جاهدة الحفاظ على كيانها وبقائها واستقرارها بعيدا عن التأثيرات العربية المقبلة.. لكن كيف يمكن تحصين كيان أي دولة من الانفجار الشعبي اذا لم نعرف طبيعة العلاقة بين مكونات الشعوب وحركاتها السياسية وعلاقتها بحكامها ان نظامها السياسي.. من اهم نتائج الثورات العربية حتى الآن هو تنامي دور الشعوب والمجتمعات على حساب الدولة.. صحيح ان واقع الدول التي حصلت فيها الثورات يختلف عن الخليج.. ففي الحالات العربية الدولة اقوى من المجتمع لأنها تملك القوة العسكرية والحزب القائد ومؤسسات مجتمع مدني تابع لها، في الخليج كذلك الدولة اقوى من المجتمع لأنها تملك القوة العسكرية والثروة من خلال مفهوم الدولة الريعية.. مما همش دور الشعوب وجعلها تتطلع للدولة وتعتمد عليها في كل شيء.. هل هناك امكانية لثورة الشعوب المرفهة؟ لا احد يعرف لكننا لسنا في عزلة عن واقعنا العربي.. وما حصل في البحرين وسلطنة عمان.. دليل على ذلك. الثورات العربية افرزت احزاباً وحركات سياسية متنوعة كان من اهمها حركات الاسلام السياسي (الاخوان المسلمون – الحركة السلفية) هذه الحركات السياسية القديمة التي كانت مضطهدة ومصادرة حقوقها تجد نفسها اليوم حرة ولديها التنظيم الجيد والمال.. لذلك جاءت مطالبها ليس بالنظام الديموقراطي.. بل بتطبيق الشريعة تمهيدا لقيام الدولة الدينية هذه الاحزاب اصطدمت مع الحركات الشبابية المدنية التي قادت الثورة من حركات قومية ووطنية ويسارية وليبرالية.. الخلاف بين الطرفين حول طبيعة الدولة الجديدة في مصر هل هي مدنية ام دينية. دول الخليج لا توجد فيها احزاب ما عدا الكويت والبحرين.. لكن توجد في حال الخليج تنظيمات وخلايا دينية متطرفة ذات نهج جهادي مغلق.. مثل جماعة القاعدة وحزب الله.. السؤال هل ستلعب دور الخليج دورا في تعزيز المفهوم المدني أو الاسلامي في الوطن العربي؟ القوى الاقليمية الجديدة في المنطقة بدأت تلعب دورا فعالا في الحراك السياسي العربي وتحديدا تركيا التي تحظى بقبول عربي وامريكي وغربي.. افضل من النموذج الايراني الثوري – ايران وجدت نفسها في عزلة بعد تدخلها في احداث البحرين وحزب الله في لبنان بعد الادانة الدولية وانحصر دورها في غزة بعد المصالحة الفلسطينية واهتز دورها اكثر بعد احداث سورية.. المتغيرات في المنطقة قادمة الينا هل نحن مستعدون لها. الوطن الكويتية -الثلائاء 16 أغسطس 2011