قال ديبلوماسي أوروبي «انه منعطف تاريخي ولا يجوز للتونسيين ان يرتكبوا أي خطأ، العالم كله يتابع اول اختبار على درب الديموقراطية». يتوجه الناخبون في تونس مهد الربيع العربي الاحد الى مكاتب الاقتراع لانتخاب مجلس وطني تأسيسي في اقتراع تاريخي بعد تسعة أشهر من الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي في يناير الماضي اثر ثورة شعبية أنهت 23 عاما من الحكم المطلق. وقال ديبلوماسي أوروبي «انه منعطف تاريخي ولا يجوز للتونسيين ان يرتكبوا أي خطأ، العالم كله يتابع اول اختبار على درب الديموقراطية». في هذا الوقت، قلبت التحولات الكبيرة التي حلت بالمشهد السياسي التونسي بعد «ثورة الكرامة والحرية» الخارطة السياسية في تونس رأسا على عقب ويشير الكثير من المراقبين حاليا الى الصعوبة البالغة في تبين ملامحه بشكل دقيق خصوصا ان هذه الخارطة لاتزال تتفاعل.وفي انتظار عملية الفرز الكبير التي ستحصل مع انتخابات المجلس التأسيسي الاحد القادم فإن الأمر الذي بات شبه أكيد اليوم هو ان الخارطة القديمة التي كانت تصنف فيها القوى السياسية وفق علاقتها بالنظام القائم او حتى وفق انتمائها الايديولوجي (إسلاميين وشيوعيين وقوميين او ليبراليين واشتراكيين) لم تعد صالحة على ما يبدو. وفي تونس حاليا اكثر من مائة حزب سياسي مرخص له مقابل تسعة احزاب قبل اقل من تسعة اشهر، غير ان نحو نصف هذه الأحزاب هي اما أحزاب افتراضية او انها جنينية في طور التشكل، ويمكن تقسيم القوى السياسية الناشطة في الساحة السياسية حاليا الى عشر كيانات أساسية: ٭ حزب النهضة الإسلامي: ابرز الأحزاب في تونس ويرشح على نطاق واسع للحصول على افضل نتيجة في الانتخابات. أسسه راشد الغنوشي في 1981 مع مجموعة من المثقفين استوحوا افكارهم من جماعة الاخوان المسلمين. تعرض للقمع خلال حكم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة ثم سمح له الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بالتحرك بنوع من الحرية في بداية عهده (1987 2011) قبل ان يحاربه بلا هوادة من بداية التسعينيات. ٭ حزب التكتل من اجل العمل والحريات: اعترف به في العام 2002 وينظر اليه باعتباره حزب نخبة وسط اليسار وهو عضو في الاشتراكية الدولية. ويتزعم الحزب مصطفى بن جعفر وهو طبيب معارض منذ امد بعيد لنظام بن علي وهو يدعو الى «قطيعة فعلية» مع النظام السابق. ٭ الحزب الديموقراطي التقدمي: تأسس سنة 1983 على يد المحامي احمد نجيب الشابي (وسط يسار) مع توجهات اقتصادية ليبرالية. وتم الترخيص للحزب في عهد بن علي لكنه بقي معارضا. وهو الحزب الوحيد الذي تقوده امراة هي مية الجريبي التي ترأس قائمة للحزب في تونس العاصمة. ٭ حزب المؤتمر من اجل الجمهورية: يتزعمه المنصف المرزوقي الاستاذ السابق في كلية الطب بسوسة. تأسس الحزب في 2001 لكن تم حظره على الفور وعاش قادة هذا الحزب في المنفى بفرنسا حتى الاطاحة بنظام بن علي في 2011. والمرزوقي طبيب يساري عرف بنضاله الحقوقي وبدفاعه عن الهوية العربية الإسلامية لتونس ويقول خصومه وعدد من المراقبين انه قريب من حركة النهضة. ٭ حزب التجديد (الشيوعي سابقا) بزعامة الجامعي احمد ابراهيم. اتخذ منذ 1983 وجهة اشتراكية ديموقراطية وعمل بجهد على تشكيل «القطب الديموقراطي الحداثي» الذي تشكل في مايو الماضي ليضم خمسة أحزاب صغيرة أخرى ومستقلين بهدف «التصدي» لصعود حركة النهضة. ٭ حزب العمال الشيوعي التونسي: عاش زعيم هذا الحزب حمة الهمامي لفترة طويلة حياة السرية في تونس ويحظى بسمعة كبيرة نالها من 25 عاما من النضال من اجل الحريات. ويؤيد هذا الحزب النظام البرلماني وحرية التعبير للجميع بمن فيهم خصومه الاسلاميون. ٭ تشكيلات ولدت من رحم الحزب الحاكم سابقا: يتنافس نحو 40 حزبا على القاعدة الانتخابية لحزب التجمع الدستوري الديموقراطي الذي تم حله. وأكثر هذه الأحزاب شهرة حزب الوطن بقيادة وزير السياحة الأسبق محمد جغام وحزب المبادرة بقيادة آخر وزير خارجية في عهد بن علي كمال مرجان. ٭ أحزاب أخرى يصفها خصومها بأحزاب المقاولات مثل «آفاق تونس» بزعامة ياسين ابراهيم رجل الأعمال والوزير السابق في الحكومة المؤقتة. الأربعاء 19 أكتوبر 2011