وسط إجراءات أمنية مشددة تجرى اليوم في تونس انتخابات "المجلس الوطني التأسيسي" بعد مضي أكثر من تسعة أشهر على الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي ووسط ترجيحات بحصول الاسلاميين على افضل نتيجة في الانتخابات. واختتمت الجمعة في منتصف الليل الحملة الانتخابية التي بدأت بمختلف أنحاء البلاد في مطلع تشرين أول الجاري، وتبدأ عمليات الاقتراع من الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي وتنتهي السابعة مساء تليها مباشرة عمليات الفرز على أن يتم إعلان النتائج يوم غد. ويتنافس أكثر من 11500 تونسي على 217 مقعدا في المجلس منها 18 مخصصة للتونسيين المقيمين خارج البلاد. وتمثل النساء حوالي نصف المتنافسين إلا أنهن لا يترأسن إلا ستة بالمئة فقط من اللوائح الانتخابية المتنافسة مقابل 94 بالمئة للرجال. وتتنافس في الانتخابات 1521 لائحة انتخابية منها 827 حزبية و660 مستقلة و34 ائتلافية. وتنظم "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" وهي منظمة غير حكومية ويرأسها الناشط الحقوقي كمال الجندوبي كامل مراحل انتخابات المجلس الوطني التأسيسي. ووضعت الدولة ميزانية قدرت بنحو 5 ملايين يورو لتنظيم الاستحقاق الانتخابي. وهذه أول مرة في تاريخ تونس تشرف فيها هيئة "مستقلة" على تنظيم الانتخابات بدلا من وزارة الداخلية التي كانت هذه العملية من مهامها الحصرية. وتنشر السلطات أكثر من 40 ألف شرطي وجندي لتأمين حوالي 7000 مركز اقتراع موزعة على 4500 مدرسة في 27 دائرة انتخابية داخل تونس. ويحق الانتخاب في تونس التي يقطنها 12 مليون نسمة لكل مواطن بلغ 18 عاما، ويعني ذلك أن حوالي 7 ملايين ونصف مليون تونسي (بينهم أكثر من 500 ألف خارج البلاد) يحق لهم الانتخاب. من جهته حذر راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة من تزوير الانتخابات أو التلاعب بنتائجها مثلما وقع في الانتخابات التشريعية لعام 1989 . وقال الغنوشي: "هذه المرة سيمثل التزييف كارثة حقيقية إن حصل،وسيكون خيانة للثورة وعندئذ سننضم إلى قوى الثورة لتصحيح المسار". وسيتولى المجلس الوطني التأسيسي انتخاب رئيس من بين أعضاء المجلس وصياغة دستور جديد للبلاد تجرى على أساسه في وقت لاحق انتخابات رئاسية وتشريعية. وسيعين الرئيس المنتخب رئيس حكومة ويكلفه بتشكيل حكومة تنقل إليها السلطات مؤقتا. وقالت مهمة المراقبة الانتخابية التابعة للاتحاد الاوروبي ان الحملة الانتخابية التي اختتمت مساء الجمعة كانت "هادئة" و"منضبطة". وقال مايكل غاهلر رئيس البعثة "ان الحملة جرت في هدوء نسبي بل وكانت محتشمة في بدايتها، ولم تشهد الكثير من التفاعل مقارنة بالفترات الانتقالية في بلدان اخرى". واضاف ان "التونسيين يستعدون في انضباط كبير ليوم التصويت" مضيفا ان مهمة الاتحاد الاوروبي لم تشهد حتى الان اي مشاكل كبيرة مشيرا الى "اشكاليات فنية صغيرة". وابدى ثقته في سير العملية الانتخابية في مجملها. واكد انه "لن تكون هناك تقريبا اي امكانية للغش او التزوير في النتائج لان عملية التصويت شفافة جدا. واذا تم كل شيء كما هو مقرر فاننا سنكون ازاء نتائج ذات مصداقية". التاريخ : 23-10-2011