قال الامين العام المساعد للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر جمال مبارك ان السياسة الاميركية في الشرق الاوسط توفر أرضا خصبة للتشدد في المنطقة. وقال بيان أصدره الحزب الخميس ان ابن الرئيس المصري حذر الاربعاء في لقاء مع ضيوف وباحثين أجانب يحضرون المؤتمر السنوي الرابع للحزب من أن "السياسات الاميركية في المنطقة وانحيازها الى اسرائيل تعطي المتشددين الارض الخصبة والذريعة للاستمرار في تشددهم". وقال جمال مبارك في بداية أعمال المؤتمر الثلاثاء وهو يشير الى مواقف معلنة للرئيس حسني مبارك بشأن مبادرات مثل الشرق الاوسط الجديد ان مصر لا تقبل مبادرات تأتي من الخارج تحاول أن تذوب الهوية العربية والعمل العربي المشترك "في ما يسمى بشرق أوسط أوسع". وكررت الولاياتالمتحدة القول منذ سنوات انها تريد ادخال اصلاح ديمقراطي وسياسي في الشرق الاوسط يسهم في الحد من انتشار التشدد والارهاب الذي يستهدف مصالح الغرب. وتحدث جمال مبارك في مؤتمر الحزب الخميس عن رؤية الحزب للسياسة الخارجية المصرية فوصف الهجوم الاسرائيلي على لبنان الذي بدأ في يوليو/تموز واستمر 34 يوما بأنه "هجوم وحشي واستخدام مفرط في القوة ضد لبنان وضد المدنيين، وهدم البنية الاساسية في لبنان". وقال "لن تستطيع اسرائيل بمفهوم استخدام القوة المفرطة والحروب الى آخره توفير الامن لها في هذه المنطقة أو في حل المشاكل المزمنة". وكان الرئيس المصري وجه انتقادا غير مباشر لحزب الله اللبناني الذي بدأ الهجوم الاسرائيلي بعد قيام مقاتليه بأسر جنديين اسرائيليين في عملية عبر الحدود لكن مبارك طالب بوقف فوري لاطلاق النار. ورأس جمال مبارك وفدا رسميا وشعبيا مصريا سافر الى بيروت للتعبير عن التضامن مع لبنان، وساندت الادارة الاميركية الهجوم الاسرائيلي. وبرغم انتقادات ابن الرئيس المصري للسياسة الاميركية في الشرق الاوسط فقد امتدح الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي وقع في نهاية سبعينات القرن الماضي أول معاهدة سلام بين دولة عربية واسرائيل بوساطة أميركية، والقاهرة وواشنطن حليفتان منذ ذلك الوقت. وبرز جمال مبارك كمتحدث في السياسة الخارجية المصرية التي ظلت لسنوات طويلة اختصاصا أساسيا لوالده بمساعدة كل من وزير الخارجية ومدير المخابرات العامة. ومبارك الابن هو واحد من أقوى الشخصيات في الحزب الوطني الديمقراطي. ويقول محللون ودبلوماسيون وسياسيون معارضون انه أعد لخلافة والده (78عاما) في منصب رئيس الدولة، لكن مبارك الابن يقول انه لا يريد شغل المنصب الذي يشغله والده منذ عام 1981. م.أ-