تقارير حول إصرار حركة النهضة على عدم المساس بوزارتي الداخلية والدفاع والإبقاء على الوزيرين الحبيب الصيد وعبدالكريم الزبيدي في منصبيهما اللذين شغلاهما ضمن تشكيلة الحكومة المؤقتة... علمت «البيان» ان التحالف الثلاثي المكون من حركة النهضة وحزبي المؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات دخل في مفاوضات مع شخصيات مستقلة بهدف ضمها إلى الحكومة الجديدة، في الوقت الذي أصرت حركة النهضة على عدم التعرض لوزارتي الداخلية والدفاع وبقائها دون تغيير.. بالتزامن مع تأكيد الرئيس المقبل د. منصف المرزوقي إلى أن الحكومة المقبلة ستواجه «تسونامي» من الملفات العالقة. وفي تفاصيل عملية ولادة الحكومة الجديدة، أشارت مصادر رفيعة المستوى ل «البيان» إلى ان عروض التوزير عرضت على نائب رئيس اتحاد الصناعة والتجارة محمد بن سدرين وعرضت عليه حقيبة وزارة النقل، والعميد السابق للمحامين منصور الشفي الذي عرضت عليه وزارة العدل وعرض على وزير التشغيل في الحكومة المؤقتة سعيد العايدي البقاء في المنصب.. وسط تقارير على إصرار حركة النهضة على عدم المساس بوزارتي الداخلية والدفاع والإبقاء على الوزيرين الحبيب الصيد وعبدالكريم الزبيدي في منصبيهما اللذين شغلاهما ضمن تشكيلة الحكومة المؤقتة. وعلمت «البيان» ان المشاورات بين أحزاب النهضة والتكتل والمؤتمر عرفت الكثير من المساومات والشد والجذب بسبب بعض الخلافات المبدئية بين الأطراف الثلاثة، حيث تراجعت حركة النهضة عن المطالبة بحقيبة وزارة التربية بعد ان تراجع المؤتمر من أجل الجمهورية عن المطالبة بوزارة الداخلية، في حين وقف حزب التكتل ضد تكليف قياديين من الحركة الإسلامية بوزارتي التربية والثقافية نظراً لخصوصيتها الاستراتيجية وخوفاً من تغيير منهجهما الحداثي الذي يعتبر د. مصطفى بن جعفر من أقوى المدافعين عنه، كما يؤكد د. المنصف المرزوقي انه مع دولة مدنية وأنه يرفض الخروج عن قيم الحداثة والعلمانية. وبحسب مصادر مقربة من المتفاوضين على التشكيل الحكومي فإن حزبي التكتل والمؤتمر اتفقا على ضرورة عدم المساس بوزارات التربية والتعليم العالي والثقافة أو إسنادهما إلى شخصيات مستقلة أو إلى وجوه حزبية غير محسوبة على حركة النهضة غير انهما اختلفا حول منصب رئيس الدولة، وأن حركة النهضة تحاشت توريط نفسها في المسائل الخلافية، وسعت إلى توسيع دائرة التشاور مع أحزاب أخرى ممثلة في البرلمان مثل الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يتزعمه أحمد نجيب الشابي. وفي تصريح إلى «البيان» أكد زعيم حزب العمال الشيوعي التونسي حمة الهمامي ان زعيمي حزب التكتل من أجل العمل والحريات وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية حاولا إقناعه بإشراك حزبه في التشكيلة الحكومية وانه رفض المشاركة في الحكومة التي ترأسها حركة النهضة، معلناً بقاء حزبه في صف المعارضة. إلى ذلك، قال المرشح لمنصب رئاسة تونس خلال المرحلة الانتقالية منصف المرزوقي إن «تسونامي» من الملفات العالقة تنتظره وتنتظر الحكومة المقبلة التي يتعين مواجهة الجزء الأكبر منها. ولم يوضح المرزوقي في تصريح للإذاعة الوطنية التونسية طبيعة الملفات، ولكنه اعتبر أنه من الصعب أحياناً تأمين انتقال سلس وحضاري بين عهدين من الحكم غير أنه أمكن تحقيق ذلك في تونس. ووصف جهود الحكومة الانتقالية ب«الجسر الذي أمن انتقالًا حضارياً وسلساً للسلطة تفخر به تونس». وشدد على أن التحالف الحزبي الثلاثي سيعمل بتناغم تام لما فيه مصلحة تونس. صحيفة «البيان» الاماراتية - 23 نوفمبر 2011