بعيدا عن القيود التي تفرضها الدولة على امتلاك وسائل اعلام في مصر اتجه كثير من الأفراد والمؤسسات والشركات الى انشاء اذاعات على الانترنت. ومن بين هذه الاذاعات اذاعة مصر اليوم واسلام اون لاين ومحيط وجود نيوز والاهرام وانقاذ مصر والغد والاخوان المسلمون وبعض الكنائس. وتختلف طبيعة هذه الإذاعات وفقا لأهدافها وبالتالي يختلف المضمون الذي تقدمه. كما انها تتفاوت في عدد ساعات البث. فبعضها يستعين بقنوات تليفزيونية أو اذاعات أخرى لمساعدتها في بعض التغطيات أو في زيادة عدد ساعات بثها. وكان وراء انتشار اذاعات الانترنت بين الأفراد والشركات والمؤسسات بساطتها الشديدة فالأمر قد لا يكلف سوى جهاز كمبيوتر واحد وموقع على الانترنت له امكانية دخول عدد كبير من الزوار في وقت واحد قد لا يزيد اشتراك استضافته السنوي Hosting عن مائة دولار. ومن بين هذه الاذاعات اذاعة مصر اليوم واسلام اون لاين ومحيط وجود نيوز والاهرام والاخوان المسلمون وبعض الكنائس. اسلام اون لاين اختار لإذاعته ان تناقش المشكلات الشبابية وقالت ميريهان عبد المجيد المسؤولة عن الإذاعة "فكرنا ان نبدأ اذاعة استشارية على الانترنت. الفرد في بعض الأوقات لا يستطيع كتابة مشاكله ويرغب في الحديث عنها وحكايتها. احيانا عندما تكتب تجد الكلام غير معبر اما عندما تتحدث عنها تتحدث بصورة أفضل." وتابعت "فكان هذا هو هدفنا..ان الناس تقول وان حد متخصص يجاوب عليهم ويقدر يفيدهم." لكن اسلام اون لاين لا يبث اذاعته على مدار الساعة ويعتمد على عدد قليل من العاملين اما اذاعة مصر اليوم السياسية تستعين بعدد كبير من العاملين. ويقول مديرها العام طارق عبد الجابر انه يعاني من مشكلات مادية بسبب طابع الاذاعة السياسي واوضح لبي بي سي" كنا تسائلنا هل تريد إذاعة "الواوا والدحة" أم نريد اذاعة تتحدث عن الجدية. الإذاعة السياسية تعاني من الدخل المادي. نحن ننفق على أنفسنا." وتعبير الواوا والدحة يطلق في مصر على كل ما هو هزلي وما قد يبتعد عن الأخلاقيات. واما اذاعة محيط فتحاول التغلب على مشكلة تكلفة قراءة المحتوى الكبير لموقعها عبر الإذاعة عن طريق الاستعانة بمذيع آلي. المهندس محمد فاروق مدير تكنولوجيا المعلومات في النيل للإنتاج الإذاعي ويوضح ذلك محمد عبد الرحمن مدير المالتي ميديا في شركة المتحدة التي تطلق محيط "فكرنا في استخدام تكنولوجيا القارئ الآلي. بحيث يقرأ المادة المكتوبة مذيع آلي." والمذيع الآلي هو برنامج كمبيوتر يقرأ المادة المكتوبة بدلا من الانسان. وتطرح هذه الفكرة تساؤلات حول مدى تمتع الإذاعة حنئذ بجاذبية جودة آداء المذيعين. أما الكنائس فاختارت فقط بث صلواتها على الإذاعة. يقول القس ابراءام اميل راعي الكنيسة المرقسية بالأسكندرية "شعب الكنيسة موجود في أماكن كثيرة في مصر أو في خارج مصر ويحبون الاستماع الى الصلوات في كنيستهم التي نشأوا فيها وينتمون اليها." كما اختارت جريدة الأهرام المصرية أيضا ألا تتأخر عن الثورة التكنولوجية ويقول سامح عبد الله نائب رئيس التحريري والمشرف على الطبعة الإلكترونية "تظهر كيانات اعلامية تقدم للمتلقي الإعلام عبر وسائل متعددة. وعندما يفكر الأهرام في تقديم ذلك لا يكون غريبا." ولم يشتك أي من أصحاب إذاعات الإنترنت من تعرضهم للمسائلة بسبب تلك الإذاعات سوى إذاعة الإخوان المسلمون. ويقول عبد الجليل الشرنوبي رئيس تحرير موقع اخوان اون لاين "اغلقت الشركة المصرية للخدمات العلمية واعتقل رئيس مجلس ادارتها وكانت تشرف على الموقع (الذي يحوي الاذاعة)." واضاف" في الوقت الذي لا يتعرض فيه غيري لمثل تلك الممارسات فأنا دائما تحت عين هذه السلطات. انا اتعرض دائما لمحاولات اختراق للموقع." واذا أردت أن تنشئ اذاعة على الانترنت فعليك الاختيار بين استضافة موقع الإذاعة خارج الشرق الأوسط للتمتع بانخفاض الاسعار مع تحمل وجود بياناتك على جهاز رئيسي Server لا تملك التحكم الكامل فيه ووجود تأخير في البث الإذاعي أو استضافته داخل الشرق الأوسط والمعاناة من التكلفة العالية. ويقول المهندس محمد فاروق مدير تكنولوجيا المعلومات في النيل للإنتاج الإذاعي "لو تستطيع تحمل التأخر في البث. بمعني انك تسمع صوتي بعد دقيقة ونصف او دقيقتين من الحديث يمكنك بث الإذاعة في الخارج وستكون التكلفة أقل كثيرا." والآن..هل تفكر في ان تكون صاحب إذاعة على الانترنت أم تفضل الاستمرار كمستمع؟