منذ بداية السنة الحالية، أطلقت تونس حملة ترويجية ضخمة لاستقطاب السياح من جديد، وخصوصا الفرنسيين الذين يعتبرون زبائنها الأوائل، والذين تراجع توافدهم إليها بنسبة 40% السنة الماضية تشهد تونس حاليا عودة تدريجية للسياح الفرنسيين إليها بعد سنة مأساوية، لكنها تستنكر تسليط وسائل الإعلام الفرنسية الضوء على أعمال العنف التي يرتكبها بعض السلفيين المتشددين، والتي تعيق حملتها الهادفة إلى النهوض من جديد. وشجب وزير السياحة التونسي الياس فخفاخ أثناء زيارة ترويجية له الأسبوع الماضي لباريس التغطية الإعلامية الفرنسية المبالغ فيها لأعمال الشغب التي يرتكبها سلفيون متشددون، هاجموا مؤخرا متاجر للكحول وأحرقوا مراكز للشرطة في تونس. وأضاف الوزير وهو عضو في حزب التكتل اليساري الوسطي أن “وسائل الاعلام تركز على هذه المشكلة التي هي واقعية، ولكنها ليست بالحجم الذي تصفها به وسائل الاعلام الفرنسية. لدينا نحو 10 آلاف سلفي في تونس ولكن بضع مئات من السلفيين جهاديون فقط... وعدد السلفيين في فرنسا أكبر منه في تونس”. وتابع “في الواقع، ما من مشكلة أمنية في تونس وما من سبب يدعو الفرنسيين إلى القلق”، مشيرا إلى أن “السياح لم يستهدفوا يوما”. منذ بداية السنة الحالية، أطلقت تونس حملة ترويجية ضخمة لاستقطاب السياح من جديد، وخصوصا الفرنسيين الذين يعتبرون زبائنها الأوائل، والذين تراجع توافدهم إليها بنسبة 40% السنة الماضية في ظل الثورة التونسية والربيع العربي. وبعد أن اجتذبت تونس 7 ملايين سائح سنة 2010 و4,8 مليون فقط سنة 2011، تعتزم حاليا استقطاب 6 ملايين سائح، من بينهم 1,1 مليون فرنسي. وتأمل بالتالي استعادة نصف الفرنسيين الذين فقدتهم (1و4 مليون سنة 2010 وأقل من 800 ألف سنة 2011). وما إن عين وزير السياحة التونسي حتى قام بزيارة ترويجية إلى فرنسا في فبراير، إيمانا منه بأن الزبائن الفرنسيين سيلعبون دورا مهما في إعادة إنعاش الاقتصاد التونسي الذي يشكل قطاع السياحة فيه 7% من الناتج المحلي الإجمالي. لكن حوالي عشرين فندقا (من أصل 856) لا تزال مقفلة حاليا في تونس وبعضها يخفض أسعاره. إلى ذلك، أصبحت 3500 وظيفة طي النسيان في القطاع السياحي. وفي معرض السياحة الذي أقيم في مارس في باريس، كان لتونس حضور قوي هدف إلى استقطاب السياح المعتادين. 2 جوان 2012