في حوار خاص مع موقع 18 اكتوبر/هيئة ألمانيا علي بوراوي يقول :الحد الفاصل بين حركة 18 أكتوبر و السلطة الحاكمة كالحد الفاصل بين الديمقراطية و الديكتاتورية ... الأستاذ علي بوراوي : صحفي و شاعر تونسي ، عمل صحفيا في كل من تونس و الجزائر و المغرب ، سبق أن أعتقل سنة 1987 و تعرض لتعذيب شديد ، عمل مراسلا لمجلة "العالم " التي تصدر في لندن في كل من تونس و الجزائر و الرباط و قد عرف آنذاك بجرأة غير معهودة في تغطية الأخبار الوطنية . عمل مسؤولا عن مكتب جريدة "المسلمون "في المغرب العربي و دول غرب إفريقيا كما عمل مراسلا للعديد من الصحف اليومية الخليجية من الرباط نذكر منها "المدينة " و عكاظ" السعوديتان و الوطن الكويتية و "الخليج" الإمارتية . نشر قصائده في العديد من المجلات و الصحف و المواقع الألكترونية العربية . موقع 18 أكتوبر : حسب رأيك ما هي العوامل التي جعلت هذه الأطراف المختلفة تتوافق على إنشاء هيئة 18 أكتوبر ؟ علي بوراوي : إن مبادرة 18 اكتوبر تعتبر تطورا طبيعيا في تونس ، تطور مسار حركات المعارضة السياسية ، وهي دليل نضج يؤكد أن هذه الحركات التي التقت حول المبادئ التي أعلنت عنها بلغت مرحلة من العمل المشترك يستحق كل تثمين . هذا اللقاء أراه قد تأخر عن الموعد الذي كان يجدر أن يولد فيه ، وهو رد سياسي على مسار طويل من المظالم و الانتهاكات الخطيرة التي درجت السلطة على التعامل بها مع المعارضة بل مع كل نفس سياسي يروم الاستقلالية عنها ، والحد الفاصل اليوم بين حركة 18 أكتوبر و السلطة الحاكمة كالحد الفاصل بين الديموقراطية و الديكتاتورية و لا أرى خيارا ثالثا بينهما . موقع 18 أكتوبر : هل ترى أن هذا اللقاء هو لقاء ظرفي خاضع لشروط مرحلة معينة تتميز باستهداف السلطة لجميع الأطراف أم أنه ألتقاء قائم على معطيات مدروسة ترشحه للتواصل في المراحل القادمة ؟ علي بوراوي : ما صدر من بيانات الهيئة والتيارات و الأحزاب المساندة لها يؤكد أن هذا الذي تم خيار وطني و ديمقراطي جاء بعد دراسة ومعاناة ومعرفة كافية بالأطراف المشاركة فيه و كان كل من هذه الاطراف يناضل من جانبه و على طريقته لافتكاك حريته المصادرة ، و تبين للجميع بعد تجربة مرة مع السجون و المضايقات أن طريق النضال واحد لأن المعاناة كانت واحدة مما يستوجب تظافر الجهود ، إن معركتنا في تونس و التي يجب أن يسهم فيها كل تونسي بما يقدر هي معركة الحرية و إرساء الممارسة الديمقراطية في ظل سلطة تقاومها بشراسة ، والسنوات التي مضت قبل إنشاء هذه الهيئة كانت وقتا ضائعا على المعارضة الجادة لأن خيار السلطة هو ضرب كل نفس أو توجه ديمقراطي تحرري وهي في ذلك لا تميز بين إسلامي أو ليبرالي أو يساري ،الفارق الوحيد بالنسبة لها هو الترتيب الزمني بحسب الأجندا التي وضعتها . موقع 18 أكتوبر : برى البعض أن مثل هذا الكلام هو تعبير عن آمال في المعارضة أكثر منه توصيف لحقائق بارزة في الساحة الوطنية ما تعليقك على هذا ؟ علي بوراوي : نعم هو أمل و لكنه أمل واقعي تأخر تحقيقه أكثر من عقد من الزمن و ليس أملا نسجه خيال سياسي منقطع عن الواقع ، لقد بادرت الحركة الإسلامية منذ مطلع الثمانينات بالاتصال بمختلف الأطراف المعارضة و العديد من الشخصيات الوطنية التي كان تنشط في الحقل السياسي بهدف الإلتقاء حول أرضية تضمن الحريات و الممارسة الديمقراطية دون استثناء أي طرف و لكن يبدو أن الساحة السياسية وقتها لم تكن مهيئة لمثل ذلك العمل ، لقد كان البعض يظن مثلما تزعم بعض الفاصائل الإقصائية اليوم أن المنع ومصادرة الحقوق و السجن والتشريد معاملة خاصة بالإسلاميين وحدهم و جاءت سلطة "التغيير" لتغير هذه القناعة و تؤكد أن ذلك يشمل الجميع وهذا ما عبرت عنه بوضوح مبادرة 18 أكتوبر . موقع 18 أكتوبر : العمل المشترك بين احزاب المعارضة عرفته فترة الثمانينات حتى سنة 1987م و لم يؤدي إلى إيجاد قاعدة للنضال المشترك ؟ فهل هناك عوامل جديدة تعتقد أنها كفيلة اليوم بتحقيق ذلك ؟ علي بوراوي : لقد طفح الكيل ونال كل طرف نصيبه الوافر من الإقصاء و المحاصرة و المنع و التنكيل وهذا ما لم يكن حاصلا من قبل ، لقد كان هذا الالتقاء في كثير من المواقف و لكنه لم يرتق أبدا إلى درجة العمل المشترك ، أما اليوم فإن المعاناة المشتركة و التي كانت مؤلمة للجميع ساعدت في بلورة هذه الرؤية و الإرتقاء بشعار العمل المشترك إلى مرحلة تنفيذ أولية . موقع 18 أكتوبر : كيف تعلق على التصريحات الرسمية التي أدلى بها عبد العزيز بن ضياء التي وصف فيها هذا التحالف بالمولود الغير طبيعي ؟ علي بوراوي : هذا ما تريده السلطة وتحرص منذ عقدين على ترسيخه لأنه الوسيلة الوحيدة لشق المعارضة ومن ثم يسهل ضربها ،وطبيعي أن تنزعج السلطة من هذا اللقاء لأنها المتضررة الأولى منه و من أي عمل يمكن أن يخدم الديمقراطية في تونس . موقع 18 أكتوبر : سؤال أخير : ما رأيك في موقف الدكتور المنصف المرزوقي الذي يرى أن حركة 18 أكتوبر عليها أن ترفع من سقف مطالبها لتبلغ هدف تغيير هرم السلطة ؟ علي بوراوي : هذا رأي الدكتور المرزوقي الذي احترمه و لكن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة و يكفينا فخرا أن قطع المسافة قد بدأ . انتهى حاوره بتاريخ 17 أفريل 2006م الحبيب ابو وليد المكني