تأتي مشاورات مرسي مع مساعديه بعد أن كان قد أكد أمس تمسكه بقراراته، وقال -بكلمة له أمام القصر الجمهوري حيث كان يحتشد مؤيدوه- إنه يعمل من أجل استقرار الديمقراطية وترسيخِ مبدأ تداول السلطة، وإنه يعمل من أجل كل المصريين. استخدمت الشرطة المصرية صباح السبت الغاز المسيل للدموع بشكل كيثف في محاولة لفض اعتصام عشرات المتظاهرين المعارضين لقرارات الرئيس محمد مرسي في ميدان التحرير وسط القاهرة، فيما يجري الرئيس اليوم مزيدا من المشاورات مع مستشاريه حول الأوضاع المتأزمة في البلاد. واستمرت الاشتباكات في شارع محمد محمود القريب من ميدان التحرير السبت لليوم السادس على التوالي، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بشكل مكثف للغاية. وسقطت قنابل الغاز على قلب الميدان مما أدى لانسحاب عشرات المتظاهرين منه. وأصيب عشرات المعتصمين بالاختناق جراء الغاز الذي غطت سحابة كبيرة له معظم أرجاء المنطقة المحيطة بالتحرير. ونقل القائمون على المستشفى الميداني لموقع أبعد عن مدخل شارع جانبي من الميدان بسبب رائحة الغاز. واستقبل مستشفى حكومي على مقربة من ميدان التحرير 32 إصابة بالاشتباكات التي وقعت صباح السبت بينها خمس حالات لجرحى بطلقات نارية وحالتهم حرجة، وفق ما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية السبت. وأغلق المتظاهرون الميدان والشوارع الجانبية أمام حركة سير السيارات لليوم الثاني على التوالي. وفشل موظفون حكوميون في الوصول لمقر عملهم بمجمع المصالح في الميدان بسبب رائحة الغاز النفاذة. وجرت هذه المواجهات بعد أن أعلنت القوى السياسية المعارضة للرئيس مساء الجمعة دخولها في اعتصام بميدان التحرير اعتراضا على قرارات مرسي الأخيرة التي وسعت من سلطاته وقوضت السلطة القضائية، وفق رأيهم. كما دعت إلى تجمع حاشد بميدان التحرير الثلاثاء. وتراصت نحو ثلاثين خيمة لمعتصمين في قلب الساحة الشهيرة للميدان كتب على كل منها أسماء الأحزاب التابعة لها. وكان مرسي قد أصدر إعلانا دستوريا الخميس منح نفسه بموجبه صلاحيات واسعة "لحماية الثورة" حتى يتم وضع الدستور ويُنتخب برلمان جديد، وحصن قراراته ضد تدخل السلطة القضائية. مشاورات في غضون ذلك، قال مراسل الجزيرة بالقاهرة ناصر الحسيني إن رئيس الجمهورية يجري اليوم مزيدا من المشاورات تتضمن الاجتماع مع عدد من مساعديه ومستشاريه -وبعضهم غير محسوبين على جماعة الإخوان المسلمين- لبحث تداعيات القرارات والإجراءات الواجب اتخاذها. ولم يتضح فيما إن كان مساعد الرئيس لشؤون التحول الديمقراطي سمير مرقص سيشارك بهذه المشاورات بعد أن كان قدم أمس استقالته احتجاجا على الإعلان الدستوري، لكنها لم تقبل رسميا بعد. وقال مرقص -وهو مفكر قطبي- في تصريحات له اليوم إنه قدم استقالته لأن "الإعلان الدستوري يعوق عملية التحول الديمقراطي" التي يعمل من أجلها. وتأتي مشاورات مرسي مع مساعديه بعد أن كان قد أكد أمس تمسكه بقراراته، وقال -بكلمة له أمام القصر الجمهوري حيث كان يحتشد مؤيدوه- إنه يعمل من أجل استقرار الديمقراطية وترسيخِ مبدأ تداول السلطة، وإنه يعمل من أجل كل المصريين. وقال الرئيس "لا أستطيع أن أنحاز إلى فريق ضد آخر، ولا أستطيع أن أغض الطرف عن آخر، وهناك قلة يمثلون خطرا على الثورة، ومن واجبي أن أمضي في مسيرة الثورة، وأن أمنع كل المعوقات التي ترتبط بالماضي الذي نكرهه". وشدد مرسي على أن مصر تسير في طريق واضح، تدافع فيه عن أرضها وكيانها وثورتها، قائلا "إنني مع الشعب في إطار شرعية واضحة لا انتكاسة فيها، وإنني لم أتخذ قرارا لكي أقف به ضد أحد، أو أنحاز لأحد، ولكن لابد أن أقف في الطريق الواضح الذي يؤدي إلى تحقيق الهدف الواضح". وبينما كان رئيس الجمهورية يلقي كلمته أمام مؤيديه كانت قوى المعارضة تنظم احتجاجات بميدان التحرير لمطالبته بالتراجع عن الإعلان الدستوري الذي أصدره الخميس. وانضم إلى المحتشدين بميدان التحرير الرافضين لقرارات مرسي، كل من رئيس حزب المؤتمر عمرو موسى، ورئيس حزب الدستور محمد البرادعي، ومؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، وعدد من نشطاء القوى السياسية والثورية. وقال مراسل الجزيرة إن عشرات من المتظاهرين يعتصمون داخل خيام وسط ميدان التحرير، ويغلقون الميدان وينظمون الدخول إليه والخروج منه. وبموازاة ذلك، دعت قوى سياسية معارضة إلى تجمع بالميدان الثلاثاء المقبل للاحتجاج على الإعلان الدستوري. مظاهرات واشتباكات وعلى غرار القاهرة جرت مظاهرات حاشدة بعدة مدن أخرى، بعضها يؤيد الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس، والآخر يعارضه، واندلعت اشتباكات بميادين متفرقة، وسط دعوات من قوى سياسية معارضة بتوسيع الاحتجاجات. وأصيب ستون شخصا باشتباك بين متظاهرين مؤيدين للرئيس ونشطاء مناهضين له بمدينة الإسكندرية، حيث اقتحم معارضون مقر حزب الحرية والعدالة -الواجهة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي- وأضرموا النار في كتب ومقاعد ولافتات ألقوها بالشارع من شرفة المقر. وجرى أيضا اقتحام وإحراق مقر الحزب بمدينة السويس. المصدر:الجزيرة + وكالات السبت - 24 نوفمبر 2012