حتى لا يؤول كلامنا على غير محمله فإننا نثمن الدور الذي يقوم به السيد وزير الداخلية علي العريض في اصلاح المنظومة الامنية و من ورائه الشرفاء من رجال الامن و هذا ملحوظ في الشارع التونسي حيث تحسن الامن في العديد من المناطق و تحسنت علاقة رجال الامن بالمواطنين بشكل تدريجي . كثيرة هي الاحداث التي مرت بها تونس بعد ثورة الكرامة و الحرية فلئن افرزت الانتخابات نظام حكم جديد و شرعي بقيادة حركة النهضة إلا ان ما ميز هذه الحقبة هو كثرة الاخفاقات الامنية رغم تحسن الوضع الامني بصفة عامة و لكن هذه الاخلالات و الاخفاقات تجعلنا نطرح التساؤل التالي : ما علاقة التجمع المنحل و ازلامه بوزارة الداخلية ؟ هذا التساؤل كان محل نظر كل المراقبين بعد تسلم الترويكا للحكم و كنا نتساءل بجدية هل ستضعن الداخلية لقيادة علي العريض الذي كان احد ضحاياها و هل تضعن هذه القلعة العتيدة و المعقدة لحكم الاسلاميين و حلفائهم من المناضلين و من ضحايا القمع الامني ابان حكم بن علي ؟؟ سرعان ما بدأت الاجابة على هذا السؤال تتضح و كانت البداية عندما لوح العريض بإقالة المسئول الاول عن وحدات التدخل فهبت مجموعة امنية و نظمت وقفة احتجاجية لثني الوزير عن قراره لولا ان مجموعة كبيرة من المواطنين ساندت قرار الوزير و شدت من ازره للمضي قدما لإصلاح الامن . ثم لاحظنا جميعا كيف ان الاشتباكات بين الامن والمتظاهرين غالبا ما تكون عنيفة و احيانا دامية حيث سقط في احداث السفارة الامريكية ما يزيد عن أربع قتلى و ما ان هدأت هذه الازمة حتى اشتعلت الاحداث في دوار هيشر و لقى شابين من السلفية مصرعهما بشكل غير واضح و غير مبرر وان كنا جميعا نتفق على ان الدماء التونسية غالية فان سقوط الضحايا امر يثير عدة تساؤلات : من أعطى الأوامر بالقتل ؟ و لماذا ؟ حادثة اخرى اكتست اهمية بالغة و هي الاحتجاجات التي عمت ولاية قابس اثر الاعلان عن نتائج الانتداب في المعمل الكيمائي حيث دخلت مجموعة من المحتجين الى مقر الشركة و وصلوا الى قاعة المراقبة و هي من الخطورة بمكان انها تحتوي على اجهزت تحكم لو يتم العبث بها يمكن ان تفجر المعمل برمته فأين كان الامن حين اخترق هؤلاء المكان ؟ و يجيب احد شهود العيان على هذا السؤال بأن التعزيزات الامنية التي وصلت من العاصمة الى قابس كانت رابضة بالمركب الرياضي عندما كانت البلاد على حافة الهاوية !!! هذه الاسئلة الحائرة لا تجد لها اجابة الا بقراءة كاملة لأحداث ما بعد الثورة و تكرر هذه الانفلاتات يجعلنا على يقين ان هناك ايادي خفية تعبث بأمن تونس و ربما نجد الاجابة في التصريحات الاخيرة للمحامي شريف الجبالي بخصوص كمال اللطيف , و لا يقف الامر عند هذا الحد بل يتعداه الى ممارسات كنا نخالها انتهت مع النظام البائد حيث اقصى بن علي الاسلاميين من الحياة السياسية و الاجتماعية و طاردهم في قوت عيشهم هذا الامر الذي خلناه انتهى بلا رجعة نجده الان يتكرر بعد الثورة وفي حكم الترويكا فقد ورد الى مسامعنا خبر مفاده أن ابناء النهضة تم اقصائهم من مناظرة لانتداب اعوان امن في قابس فمن يقف وراء هذا الامر و اي نفوذ يملك حتى يتحدى الحزب الحاكم و الزخم الشرعي الذي يحضى به ؟ هذه التساؤلات تبقى بلا اجابة في ضل تأخر و تباطؤ عملية الاصلاح وضرب الفساد و المفسدين . و حتى لا يؤول كلامنا على غير محمله فإننا نثمن الدور الذي يقوم به السيد وزير الداخلية علي العريض في اصلاح المنظومة الامنية و من ورائه الشرفاء من رجال الامن و هذا ملحوظ في الشارع التونسي حيث تحسن الامن في العديد من المناطق و تحسنت علاقة رجال الامن بالمواطنين بشكل تدريجي . الوسط التونسية بتاريخ 9 ديسمبر 2012