شهدت تونس افتتاح محطتين لإذاعة الإنترنت بهدف إيصال صوت سكان المنطقة إلى المسؤولين وتوجيه رسائل طمأنة لشباب الحي. وتم إطلاق المحطتان في إطار مشروع "حوار أغورا" الذي يشرف عليه المرصد التونسي للشباب بوزارة الشباب والرياضة وصندوق الشراكة العربية. منى يحيى-شبكات اخبارية-الوسط التونسية: شهدت تونس افتتاح محطتين لإذاعة الإنترنت بهدف إيصال صوت سكان المنطقة إلى المسؤولين وتوجيه رسائل طمأنة لشباب الحي. وتم إطلاق المحطتان في إطار مشروع "حوار أغورا" الذي يشرف عليه المرصد التونسي للشباب بوزارة الشباب والرياضة وصندوق الشراكة العربية. تقول المذيعة أمل التوكابري في لقاء مع مغاربية "الغاية هي إبصال صوتنا وتوجيه رسائل جديدة لسكان الحي. هناك برامج رياضية واجتماعية وسياسية وثقافية موجهة أساسا للسكان". وأضافت التوكابري "نقوم بجولة بين السكان ونطرح عليهم الأسئلة حول توقعاتهم من الإذاعة بالإضافة إلى عدة مسائل أخرى. وبذلك أصبحنا نتمتع برصيد من الثقة لدى سكان الحي وأصبحوا يعرفوننا. أهم شيء هو إيصال صوتهم إلى المسؤولين. أما المواضيع فهي البطالة وغلاء المعيشة والنظافة، هذه هي أهم المواضيع التي يريدون التطرق لها". من أهم النقاط التي يرتكز عليها المشروع تأسيس مجال مستقل يطرح الشباب من خلاله رؤيتهم في المراحل القادمة. من جهته قال محمد الجويلي الباحث في علم الاجتماع ومدير مرصد الشباب في تونس لمغاربية "هي إذاعات محلية تندرج في إطار دعم الشباب وحرية التعبير انطلاقا من بعدها المحلي. فالشباب يعبر عن رأيه داخل الحي ويكشف عن كل ما يحدث فيه ويبحث في مشاغله وتطلعاته. كما يخلق هذا المشروع ديناميكية حوار فيما بين الفاعلين المحليين في مجالات عدة كالنقل والصحة والتعليم". وفي نفس السياق يضيف الجويلي "اخترنا حيا شعبيا حتى نمكن الشباب فيه من التعبير ومنحه الشعور بالإنتماء. فالحي يعيش في العديد من المشاكل الإجتماعية الكبرى كالمخدرات والجريمة والبطالة، لذا يجب أن يصل صوت الحي لكل المسؤولين وذلك عبر إعلام مجاور". وسرعان ما انتشر خبر انطلاق الإذاعة بين سكان الحي، حيث ظن البعض أنها تبث على موجات إف إم. تقول منية النفزي، وهي معلمة ومن سكان حي ابن خلدون، إنها أصبحت تتابع برامج الإذاعة وتطلب بألا ترصد إلا مشاغل الحي وليس القضايا السياسية الكبرى، مثل بقية وسائل الإعلام. أما عامل البناء بدري العياري فيقول "مشاكل الحي كثيرة، الأوساخ والطرقات المتدهورة والفقر. نطالب الصحفيين العاملين في هذه الإذاعة أن يتوجهوا بالسؤال إلى المسؤولين المحليين لكي يجدوا لنا حلولا عاجلة". من جهة أخرى وعلى تخوم تونس العاصمة يوجد حي سيدي حسين السيجومي، وهو حي شعبي من أفقر الأحياء التونسية، عُرف بارتفاع نسب الجريمة والبطالة. فبعد الثورة شهد مثله مثل بقية الأحياء الشعبية ظهور عدد كبير من الإسلاميين المتشددين. وهنا تم افتتاح الإذاعة الثانية. منير بن مصطفى، أحد الشباب المتدين في العشرينات من العمر، لا ينظر بعين الرضى لهذه الإذاعة. فبالنسبة له هي مجرد إذاعة تبث الموسيقى والثقافة المائعة، لكنه يرى أنها مهمة في إيصال أصوات سكان الحي الذي غيبه الإعلام التقليدي. روضة بن ملوكة العاطلة عن العمل والحاصلة على شهادة في الفلسفة منذ 10 سنوات تنوقع من هذه الإذاعة أن تكشف مأساة السكان في حي السيجومي وخاصة العاطلين عن العمل. تقول سلمى الرحيمي الصحفية بالإذاعة "قبل إطلاق الإذاعة قمنا بحملة إعلانية في الحي لكي نُعرف بالمحطة. وبعد الانطلاق أصبحت تصلنا عدة اقتراحات. السكان يدعون إلى استضافة المسؤولين المحليين لطرح مشاكلهم كالعمدة والمديرين المحليين". وبخصوص رسالة الإذاعة للسكان تقول سلمى "نريد تغيير الصورة الخاطئة والنمطية لهذا الحي بأنه مكان إجرام ومخدرات. هذا الحي مغيب في الإعلام. ولا بد من إيصال صوته". مغاربية – 2013/04/21