ردت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بقوة على انتقادات المستشار السابق غيرهارد شرودر لنهجيها السياسي الداخلي والخارجي، والتي سيتوّج بها كتاب "مذكراته الشخصية" الذي سيوزع قريبا. وردت اقطاب التجمع الحاكم وبينها قيادات من الحزب الاشتراكي على الاتهامات التي يوجهها المستشار السابق شرودر إلى النهج السياسي لحكم "التجمع الحالي"، ووصفتها بأنها "جائرة وغير عملية". وترك هذه الإنتقادات المتبادلة بين قطبي التجمع الحاكم (الإشتراكي والمسيحي الديمقراطي) ردود فعل قوية في أوساط الحزبين الحاكمين مما بات يهدد ببروز أزمة حكم داخلية صعبة وخلل في النهج السياسي. وساعد في تفجير الأزمة تفاقم الأوضاع الاجتماعية الداخلية، والخلافات الحزبية حول نهج الضمانات وبعض الإجراءات الضريبية، ويضاف إلى ذلك، بروز قوة "اليسار الجديد" والذي تجلى في مطالب مئات ألوف المتظاهرين بدعوة من النقابات العمالية في ألمانيا. وتخفي الأزمة في طياتها، خلافا قديما بين "رفاق الحزب الاشتراكي" وتحديدا بين المستشار السابق غيرهارد شرودر و"رفيقه" السابق أوسكار لافونتين الذي إنشق عن حزبه وترأس "الكتلة اليسارية" وبدأ بتوجيه الاتهامات "الانتقامية" (إلى حد ما) إلى نهج رفيقه السابق غيرهارد شرودر. وبالإضافة إلى توجيه الانتقادات إلى نهج المستشارة الحالية أنجيلا ميركل واتهامها بالضعف القيادي، يتهم غيرهارد شرودر القيادات النقابية العمالية في ألمانيا (تحديدا رئيس نقابة الصلب والحديد) بالعمل الدائم لإسقاطه. ويرى بعض المحللين السياسيين أن المناخ الاجتماعي المريح الذي ولدته بطولة كأس العالم في كرة القدم انتهى، وبدأ المواطنون الألمان يتطلعون إلى مشاكلهم الاجتماعية الداخلية، وفي طليعتها البطالة عن العمل حيث وصل المعدل الشامل إلى حدود 11 بالمائة، ووصل في المقاطعات الشرقية إلى ضعف هذه النسبة، وبدأ الحديث الجدي عن موجة "الفقر" ونقص الرعاية الإجتماعية للأطفال والتي بدأت باجتياح الأوضاع العائلية وإرتفاع معدل الجريمة. وفي إحصائية أخيرة نشرتها مؤسسة "فريدريش أيبرت" الألمانية يتبين أن معدل الفقر قي ألمانيا بأوجهه المختلفة وصل إلى حدود 8 بالمائة، وإن كانت طبيعة تحديد الفقر في ألمانيا (المصنفة بالدول الإقتصادية الغنية) يختلف عن طبيعةوتحديد الفقر في دول العالم الثالث.