أثارت صور نشرتها صحيفة محلية لجنود ألمان يدنسون جثة بأفغانستان صدمة في الأوساط الرسمية والشعبية في البلاد. وسارعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى استنكار هذه التصرفات ووصفت الصور بأنها مثيرة للاشمئزاز، ووعدت خلال اجتماع لحكومتها باتخاذ إجراءات صارمة ضد المتورطين في هذا العمل. واتفق وزير الدفاع الألماني فرانتس جوزيف يونغ مع ميركل في وصف تلك الصور بأنها مثيرة للاشمئزاز، وقال في مؤتمر صحفي "لا يمكن أن يكون هناك مبرر لمثل هذا السلوك من الجنود الألمان بأي حال من الأحوال". وأمر الوزير ببدء تحقيق فوري ووعد باتخاذ إجراءات تأديبية وقانونية إذا لزم الأمر. وانضم نواب البرلمان من جميع الأحزاب لموجة الغضب والاستنكار لهذه الصور التي ذكرت الألمان بفضائح تعذيب الجنود الأميركيين للمعتقلين العراقيين في سجن أبوغريب. تزامن ذلك مع زيارة وزير العدل الأميركي ألبرتو غونزاليس الذي استنكر هذه التصرفات وطالب في تصريحات صحفية إجراء تحقيق شامل فيها. يشار إلى أن غونزاليس نفسه كان عرضة لانتقادات شديدة في بلاده، حيث اتهم بأنه المسؤول عن وضع وتنفيذ سياسات ساهمت في عمليات تعذيب المتهمين بما يسمى الإرهاب. يوجد ثلاثة آلاف جندي ألماني في أفغانستان معظمهم في كابل (الفرنسية) صدمة ويتوقع المراقبون أن تزيد هذه الصور أيضا من المعارضة داخل البلاد للوجود العسكري الألماني في أفغانستان، والمشاركة بصفة عامة في عملية "الحرية الدائمة" لمكافحة ما يسمى الإرهاب التي أطلقتها الولاياتالمتحدة بعد هجمات سبتمبر/أيلول 2001. وكانت صحيفة بيلد اليومية -وهي أكثر الصحف توزيعا بألمانيا- قد نشرت صورة في صفحتها الأولى لجندي يحمل جمجمة بشرية أمام الكاميرا تحت عنوان "صور مثيرة للصدمة للقوات الألمانية". وقالت الصحيفة إن الصور التقطت خلال دورية عادية للقوات الألمانية حول العاصمة الأفغانية كابل في ربيع عام 2003. وفي الصفحات الداخلية كان هناك المزيد من صور العبث بالجمجمة وعمليات تدنيسها فقد وضعت على الجزء الأمامي من مركبة مدرعة، ثم وقف مجموعة من الجنود لالتقاط صور لهم في سيارتهم بعد أن وضعوا الجمجمة على ذراع القطر بالسيارة كما لو كانت غطاء واقيا لها. جاء ذلك في وقت حساس للجيش الألماني الذي يواجه مزاعم بأن جنوده أساؤوا معاملة تركي يحمل إقامة ألمانية في أفغانستان قبل إرساله إلى معتقل غوانتانامو الأميركي في كوبا. ويوجد نحو ثلاثة آلاف جندي ألماني في أفغانستان ضمن قوات حلف شمال الأطلسي وأيد البرلمان الألماني الشهر الماضي تمديد مهمتهم. وتتمركز القوات الألمانية في العاصمة كابل والمنطقة الشمالية التي تعتبر هادئة نسبيا مقارنة بالجنوب الذي يشهد منذ شهور معارك عنيفة.