دعا مسلمو ألمانيا إلى عدم تعميم الاتهامات للمسلمين بالإرهاب، ونفوا أن يكون لدى الجيل الجديد من مسلمي ألمانيا ميول متطرفة، فيما طالبت منظمات إسلامية بالتعاون الكامل مع السلطات الألمانية في ملاحقة الإرهابيين والتصدي للتطرف. جاء ذلك على خلفية اعتقال السلطات الألمانية أمس الثلاثاء ثلاثة مسلمين يشتبه في انتمائهم "لجماعة إرهابية إسلامية" كانوا يعدون لتنفيذ تفجيرات في مطار فرانكفورت وقاعدة عسكرية أمريكية، بحسب تقارير إعلامية. وفي تصريحات أدلى بها للموقع الإلكتروني لصحيفة "دي فيلت" الألمانية اليوم الأربعاء شدد مدير المعهد الإسلامي المركزي للمحفوظات بألمانيا محمد سالم عبد الله على أن المشكلة حاليا تكمن في أن جميع المسلمين الجدد في ألمانيا في دائرة الاشتباه والاتهام، بعد الكشف عن الخطة الإرهابية الأخيرة. وقال: إنه "أمر محزن للغاية أن يتورط مسلمون جدد في مثل هذه الأعمال". لكن عبد الله أبدى اعتراضه على إلصاق اتهامات الإرهاب بجميع المسلمين وتعميمها دون تحقق أو تدقيق. واستبعد أن تكون هناك اتجاهات متطرفة في أوساط المسلمين الجدد بألمانيا، مؤكدا أن تنامي أعداد الألمان الراغبين في اعتناق الدين الإٍسلامي يعود إلى الصورة السلبية التي تعكسها وسائل الإعلام الغربية عن الإسلام، وهو الأمر الذي يزيد من تعاطف الناس مع هذا الدين. وفي السياق ذاته أضاف عبد الله أن القطاع الأكبر من المسلمين الجدد في ألمانيا مسالمون، ولا يضمرون عداء لأحد، مشيرا إلى نسبة المسلمين الجدد ممن يؤيدون، ما وصفه ب"الإسلام المسلح" لا تتجاوز 1% من إجمالي معتنقي الإسلام في البلاد. أيمن مزيك الأمين العام للمجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا قال: إن "الإرهابيين أعداء للإسلام والإنسانية". وطالب مسلمي ألمانيا بالنهوض لمواجهة التطرف والإرهاب والتعاون الكامل مع السلطات الألمانية في مواجهة التحديات الأمنية في هذا الشأن. ومن جهته، اعتبر فولفجانج شويبليه وزير الداخلية الألماني أن عملية اعتقال الأشخاص الثلاثة وإحباط محاولة التفجير "تظهر أن ألمانيا تتعرض لخطر داهم من قبل الإرهابيين الذين يستهدفون المواطنين الألمان داخل البلاد". ودعا شويبليه في تصريحات صحفية نشرتها وسائل الإعلام الألمانية اليوم إلى عقد اجتماع طارئ هذا الأسبوع لمجلس وزراء الداخلية الألمان لمناقشة وقائع إحباط محاولة التفجيرات. مداهمات يأتي ذلك بعد أن أعلن الادعاء الاتحادي الألماني اليوم أن ثلاثة يشتبه في انتمائهم "لجماعة إرهابية إسلامية" اعتقلوا أمس الثلاثاء، مضيفا أنه كانت هناك مداهمات في عدة ولايات. وقال وزير الدفاع الألماني فرانتس يوزيف يونج في تصريحات للتلفزيون الألماني إنه يشتبه في تخطيط المعتقلين لشن هجمات في مطار فرانكفورت وقاعدة جوية أمريكية بمنطقة "رامشتاين". ونقلت شبكة "شودفستروندفنك" العامة الألمانية للإذاعة عن مصادر أمنية في برلين قولها: إن اثنين منهما ألمانيان فيما يحمل الثالث جواز سفر باكستانيا وقالت مصادر حكومية: إن الثلاثة على صلة بباكستان، مشيرة إلى أنهم كانوا يقومون بتجارب لصناعة متفجرات وتفخيخ سيارات، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. ولم يرد تعليق من مطار فرانكفورت، وهو أحد أكثر مطارات أوروبا ازدحاما، حول ما تردد عن وجود مخطط لاستهدافه. وتقع قاعدة رامشتاين في ولاية راينلاند بالاتينيت، على بعد 130 كم جنوب غرب المطار، وهي واحدة من أهم القواعد الجوية الأمريكية خارج الولاياتالمتحدة. ولألمانيا قوات متمركزة في أفغانستان، وهي في حالة تأهب قصوى خشية التعرض لهجمات جراء ذلك. وتخشى البلاد ظهور "جماعات إسلامية متشددة" من جديد، حيث استخدمت مدينة هامبورج الشمالية كقاعدة لهجمات 11-9-2001 على الولاياتالمتحدة. ووجه الادعاء الاتحادي الألماني في وقت سابق من العام الحالي اتهامات للبناني احتجز بسبب محاولة فاشلة لتفجير قنابل على متن قطارين في ألمانيا عام 2006. وبحسب معطيات المعهد المركزي الإسلامي للمحفوظات بألمانيا فإنه يوجد بألمانيا بصورة تقديرية ما يزيد على 18 ألف من المسلمين الجدد من ذوي الأصول الألمانية.