أعلن وزير الخارجية الألماني امس الاول انه وضع خطة على اربع سنوات تمهد للانسحاب عسكريا من أفغانستان فيما تحدثت تقارير اعلامية عن تململ عسكري من الحرب بدأ يظهر على الجنود الأمريكيين والبريطانيين في أفغانستان. وقال الوزير الألماني فرانك فالتر شتاينماير في تصريح لصحيفة «سوبو إيلو» الألمانية ان المطلوب خلال الولاية التشريعية المقبلة ارساء الأسس للانسحاب من أفغانستان وتابع الوزير قائلا: كنا وسنبقى في أفغانستان من اجل منع الهجمات الارهابية بما فيها تلك الموجهة ضدنا. مضيفا: لكننا لا نريد البقاء هناك الى الأبد. وأشار شتايتماير الى ان الخطة تهدف الى احلال الظروف المناسبة حتى تتمكن كابول من الاضطلاع بمسؤولياتها الحكومية كاملة. وأوضح ان هناك نقاشات ستجري لتحديد كم من الوقت يتحتم علينا وعلى القوى الدولية الأخرى البقاء وعدد الجنود والشرطة الأفغان الذين يتوجب تدريبهم بعد حتى يتمكنوا من التكفل بالأمن بأنفسهم. وصدر هذا الاعلان وسط الحملة الانتخابية في وقت يسعى شتايتماير الذي يترأس لائحة الاشتراكيين الديمقراطيين للتقدم على المحافظة انجيلا ميركل والفوز بمنصب المستشار مستثمر في هذا الصدد المعارضة المتزايدة للحرب في أفغانستان لدى الرأي العام الألماني. ولم تقتصر المعارضة على الأوساط الشعبية في البلدان المشاركة في الحرب الأمريكية في أفغانستان، بل وصلت حدّ الجنود الأمريكيين والبريطانيين المتواجدين في أفغانستان. تململ الجيش.. وفي هذا الاطار أشارت تقارير إعلامية الى وجود تململ عسكري من الحرب بدأ يظهر على الجنود في افغانستان. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية ان قادة عسكريين امريكيين في أفغانستان ابلغوا موفد الرئيس الامريكي باراك أوباما الى المنطقة ريتشارد هولبروك انهم يفتقرون الى وحدات كافية للقيام بمهامهم. وأوضحت الصحيفة ان القادة تحدثوا في نهاية الأسبوع الماضي الى هولبروك الذي جال خلال اليومين الاخيرين على مقار القيادات الاربعة الاقليمية في أفغانستان وقالت ان القيادات الاربعة ابلغت الموفد الامريكي انه رغم ان القوات الاضافية التي تم ارسالها كانت مفيدة في الجنوب الا ان عددها يظل اقل من الحاجة. وكان رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة مايك مولن اعترف امس الاول ان الوضع في أفغانستان خطير ومتدهور وأن «طالبان» تزداد قوة. وارجعت صحيفة «وول ستريت جورنال» الامريكية ذلك الى ارتفاع عدد المرتزقة في صفوف الجيش المتواجد في أفغانستان حيث بلغ 74 ألف رجل متعاقد حتى نهاية جوان الماضي مقابل 58 ألف جندي أمريكي. أزمة وجودية..! وعلى صعيد متصل يواجه الرئيس الأمريكي باراك اوباما معارضة كبيرة لارسال المزيد من القوات الى أفغانستان وذلك ليس من قبل الجمهوريين بل من قبل حزبه.. وقال خبراء انه يتعين على اوباما بذل جهد اكبر لاقناعهم بخطته. ويقول بروس ريدل من مركز «سابان» التابع لمعهد «بروكينغز»: يضع هذا الرئيس في المنتصف بين انصاره ومنتقديه من الجمهوريين الذين سيبحثون عن اي مؤشر لضعف ارادته باعتباره دليلا على تهاونه في التعامل مع الارهاب. وللتخلص من هذا المأزق يرى خبراء انه على اوباما ان يسعى بجد أكبر لتطوير استراتيجيته في افغانستان. وقالت كاترين فون هييل من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: «نقترب من نقطة تحول.. نمر بازمة وجودية نوعا ما . وأضافت: استمع أوباما من الجنود لدعم اكبر لأفغانستان أكثر مما استمع اليه من المدنيين الأمريكيين».