تبدأ حركة "التوحيد والإصلاح" المغربية غدا السبت في إجراء انتخاباتها الداخلية لاختيار قيادة جديدة للحركة، وذلك خلال المؤتمر العام الثالث لها الذي سيعقد في الفترة من 4 إلى 6 نوفمبر 2006 بمدينة المحمدية المتاخمة للدار البيضاء. وفي تصريحات لإسلام أون لاين.نت قال المهندس محمد الحمداوي رئيس الحركة: "سيتم انتخاب القيادة الجديدة للحركة من خلال انتخاب الرئيس بناء على المسطرة (القاعدة) المحددة، واختيار نائبه، ومنسق مجلس الشورى، وباقي أعضاء المكتب التنفيذي، بالإضافة لعرض تقرير حول السنوات الأربع الماضية". وعن شروط الترشح لرئاسة الحركة قال الحمداوي:"لا بد أن يكون المرشحون من بين أعضاء الجمع (المؤتمر) العام الوطني، وأن يتحصلوا على أقدمية عشر سنوات على الأقل في التنظيم، وسبق لهم أن كانوا أعضاء في هيئات مركزية تنظيمية أو وظيفية أو تخصصية". أما عن طريقة الانتخاب فأوضح أن: "كل ناخب يقوم بطريقة سرية بترشيح ثلاثة أسماء على الأكثر، من الذين تتوفر فيهم الشروط، ثم يتم فرز الأصوات ويحتفظ بالثلاثة الأوائل، الذين يعتبرون مرشحين لرئاسة الحركة". وأوضح أنه: "بعدها يتم التداول بين أعضاء الجمع بمشاركة المرشحين حول أرجحهم لتحمل المسؤولية من حيث الكفاءة والمؤهلات العلمية والعملية، ويعتبر هذا التداول من أمانات المجلس التي يجب أن تحفظ ولا تذاع، ثم يتم التصويت سراً على المرشحين، وإذا حصل أحدهم على الأغلبية المطلقة لأعضاء الجمع العام يصبح رئيسا للحركة". وأضاف: "وإذا لم يحدث ذلك يعاد التصويت بين الأول والثاني، ومن حصل على أصوات أغلبية الحاضرين يصبح رئيسا للحركة، وإلا أعيد الانتخاب ترشيحا وتداولا وتصويتا وتعتمد الأغلبية النسبية في التصويت الثاني بين الاثنين الأولين إذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة". وعن إعجابه بهذه التجربة قال محمد طلابي القيادي في الحركة، والذي كان عضوا في حزب اليسار الاشتراكي الموحد: "ما وجدته من ديمقراطية وشورى في انتخاب المسؤولين، لا يمثل عُشر ما كنت أومن به، وهذه التجربة ينبغي أن يستفيد منها الإسلاميون واليساريون على حد سواء". يذكر أن انعقاد المؤتمر، جاء بعد انتهاء المدة القانونية للمرحلة 2002-2006، حيث إن كل مرحلة تدوم مدتها أربع سنوات، ولا يمكن أن يتولى عضو رئاسة الحركة لأكثر من دورتين متتاليتين. وتأتي انتخابات الحركة في الوقت الذي تتأهب فيه الأحزاب المغربية للانتخابات التشريعية التي ستجرى في عام 2007. دعوة وتربية وتكوين أما عن أولويات الحركة في المرحلة القادمة فقال الحمداوي هناك مشروع سيطرح على الجمع العام ويختلف عن سابقيه، مبرزا أنه منذ أزيد من سنة ونصف تم الاشتغال على إعادة صياغة الوثائق المؤسِّسَة للحركة لتجعل الدعوة على رأس أولوياتها. محمد يتيم نائب رئيس الحركة التقى مع ما ذهب إليه الحمداوي بأن استحقاقات الحركة داخلية راتبة لا علاقة لها بأي استحقاق سياسي أو انتخابي، ولم يعد داخلا في نطاق اشتغالها أو في وظائفها. وأصبحت وظائف الحركة بحسب يتيم مرتكزة في الدعوة والتربية وتكوين الكوادر، وذلك منذ أن أصبح جزءا من أعضاء الحركة يمارسون العمل السياسي في إطار حزب العدالة والتنمية. ولفت إلى أن حزب العدالة والتنمية تربطه بالحركة الشراكة العامة في المشروع؛ حيث تعد الحركة الحضن البشري للحزب لكن مجال الاشتغال مختلف. وأشار إلى أن: "الكتاب الذي ستنشره الحركة بمناسبة انعقاد الجمع العام الثالث تحت عنوان (عشر سنوات من التوحيد والإصلاح) احتوى على فصل كامل يرصد تفاعلات الحركة مع محيطها الداخلي والخارجي". توحيد جماعتين وحركة التوحيد والإصلاح هي نتاج لتوحيد جماعتين سابقتين هما: "حركة الإصلاح والتجديد" و"رابطة المستقبل الإسلامي". وتعتبر الحركة هذا التوحيد الذي تم في نهاية أغسطس 1996، مكسبا إيجابيا لعموم الوطن، لتؤكد أن هدفها سيظل هو المساهمة في إقامة الدين وفسح المجال للتعاون على الالتزام به عقيدة وعبادة وسلوكا، والمساهمة في خدمة المجتمع وإصلاحه وفق قيم الإسلام وشريعته. كما تؤكد الحركة أن سبيلها في ذلك هو الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والدفع بالتي هي أحسن، والتفاهم والتعاون مع كل من يعمل لخدمة الأمة وترقيتها والنهوض بها، في ظل المشروعية الدستورية والقانونية لبلدنا.