اتهمت قوى 14 آذار الثلاثاء سوريا من دون ان تسميها بالتورط في اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل وهددت ب"محاسبة المجرمين ومن يغطي الجريمة بمواقفه السياسية". وجاء في بيان عن هذه القوى المناهضة لسوريا صدر في ختام اجتماع عقد في مقر حزب الكتائب الذي ينتمي اليه الوزير الجميل في بيروت "ان القتلة هم اغراب ليس بين اللبنانيين الاحرار من يتعرف عليهم (...) هم من فصيلة الذين هددوا بقلب الحكومة للهرب من العدالة وقد شرعوا في التنفيذ". واضاف بيان قوى 14 آذار "الكيل طفح. سنحاسب المجرمين ومعهم سنحاسب كل من يغطي الجريمة بمواقفه السياسية ويتواطأ بشعارات يعرف انها ستستخدم ورقة توت للارهاب السياسي الذي ضرب لبنان مجددا". وكانت القوى المعارضة للحكومة اعلنت انها تستعد للنزول الى الشارع في سلسلة من التحركات الشعبية لاجبار الحكومة على الاستقالة خصوصا بعد ان وصفها الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بانها "حكومة فيلتمان" في اشارة الى السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان. ودعت هذه القوى انصارها "الذين شاركوا في انتفاضة الاستقلال الى الاستعداد لكل تحرك سلمي حضاري" لاحق كما دعتهم الى الابتعاد عن "كل مظاهر الفتنة". وكان رئيس حزب القوات اللبنانية المسيحي سمير جعجع دعا مساء الثلاثاء رئيس الجمهورية اميل لحود القريب من سوريا ب "الاستقالة الفورية" بعد اغتيال الوزير الجميل. وقال جعجع بعيد اغتيال الجميل "اوجه دعوة مباشرة الى استقالة" الرئيس الذي "لا يجوز ان يبقى لحظة في القصر الرئاسي في بعبدا" شرق بيروت. وتساءل جعجع "هل سيبقى هناك حتى نموت جميعا؟". وطلب قائد القوات اللبنانية ايضا من الوزراء المستقيلين من الحكومة العودة عن قرارهم والعودة الى الحكومة التي يرأسها الرئيس فؤاد السنيورة. وقال "كلنا على المحك. اذا كانت الاستقالة مطلبية فعليا كما يقولون فلينسوها ويتراجعوا ولتتابع الحكومة عملها والا فهم في موقع المتهم بشكل مباشر او غير مباشر". وكان خمسة وزراء شيعة من حزب الله وحركة امل ووزير مسيحي قريب من لحود استقالوا من الحكومة قبل عشرة ايام. وقد حصلت هذه الاستقالات قبيل موافقة الحكومة على مشروع الاممالمتحدة لانشاء محكمة دولية لمحاكمة قتلة رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري. وكان القصر الجمهوري قد اعلن فور وقوع الاغتيال عن الغاء الاستقبال الرسمي الذي يقام الاربعاء لمناسبة الذكرى الثالثة والستين للاستقلال. كما اعلنت قيادة الجيش عن الغاء العرض العسكري الذي كان مقررا في ثكنة الفياضية شرق بيروت للمناسبة نفسها. واعلنت هذه القوى يوم الخميس "يوم اقفال عام" ودعت انصارها الى "المشاركة بكثافة" في الصلاة الخميس على الجثمان الساعة 13,00 (11,00 تغ) في كنيسة مار جاورجيوس في وسط بيروت التجاري. وبعد الصلاة ينقل الجثمان الى بلدته بكفيا (شمال-شرق بيروت) حيث يوارى الثرى في مسقط راسه.