كثيرة هي الأسماء الغريبة في تونس، كمحرزية وعلجية ومنوبية وشاذلية وشويخة وحسنية، وهي أسماء لها مرادفاتها لدى الذكور، وكتبت صحيفة «الشروق» مرة عن علاقة شاب بفتاة انتهت بعد ثلاث سنوات لأنه اكتشف أن اسمها شويخة وليس كما ادعت وصال. المشكلة تكمن في أن الكثير من الأهالي، وخصوصاً في المناطق الشعبية يعتقدون بضرورة إطلاق هذه الأسماء على المواليد الجدد، فمنها ما يمنع الحسد «محرزية» ومنها ما هو على اسم الأولياء الصالحين « شاذلي»، «منوبية». وتتعدد الأسباب، لكن النتيجة واحدة، وهي إحراج الأبناء، فهذه الأسماء أكل الدهر عليها وشرب، وهي غير مرغوب فيها عند الكثيرين من الجنسين. محرزية كانت ضحية اسم جدها، اسمه محرز، كان أبوها يتوقع ويتمنى أن يرزق بولد ليسميه على اسم والده، لكن القدر جاءه ببنت. محرزية اسم لا يتماشى مع أنوثتها ولا مع تصرفاتها، فهي تخجل في كثير من المرات من إعطاء اسمها لأحد السائلين، «هو اسم قديم» كما تقول «ليس خفيفاً على السمع، ولطالما تمنيت اسماً آخر، كجيهان مثلاً». وتعتقد محرزية أن الاسم قد يكون مدخلاً الى العلاقات مع الآخرين، وفي بعض الأحيان عندما يكون قديماً ولا يتماشى مع العصر قد يشعر الشاب أو البنت بقلق داخلي وإحراج. محرزية تحمد الله لاعتقادها بأنها تتميز بشخصية قوية وإلا لوقعت في كثير من الإحراج، فهي ترى أن تبديل الاسم في بعض الأحيان يشبه عملية التجميل لأنه يزيل عائق اتصال. اسم محرزية جاء من «الحرز» وهو ما تضعه المرأة على لباس «السفساري»، وهو الزي التقليدي عند النساء في تونس، لمنع الحسد. وليس أصحاب تلك الأسماء وحدهم المنزعجين، حتى أنا أواجه مشكلة مع اسمي، فهو يحمل في داخله معنى أنثوياً أكثر منه ذكورياً. وسماني والدي سلام ظناً منه أن السلام سيعم. وقد واجهت مواقف محرجة مرات عدة وخصوصاً في عمر المراهقة كنت أخجل أحياناً من أن أقول اسمي، لا سيما مع نوعية الشباب الذين خالطتهم في تلك الفترة، فهو اسم لا يتناسب مع الطيش والمشاكل و «العنترات» في وقت كنا تعتقد فيه بدور الاسم في الترهيب. أكثر المواقف إزعاجاً لي هو دخولي مواقع الدردشة. فعندما أسأل عن اسمي، يبدأ الشباب بمحاولات الحديث والإطراء ظناً منهم أنني بنت، حتى ان بعضهم لا يصدق نفيي ويستمر في تحرشاته!