بعد اقل من شهر على قرار الحكومة التونسية، بإغلاق سفارتها بالدوحة، وإنهاء تمثيلها الدبلوماسي في قطر، أوردت وكالة الأنباء التونسية ان لقاء جرى صباح اليوم، بين الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والشيخ حمد بن خليفة ال ثاني امير دولة قطر. خطوة سارع محللون سياسيون تونسيون، إلى اعتبارها تذهب في اتجاه إعادة العلاقات بين البلدين. و رأب الصدع الذي خلفته سلسلة البرامج التلفزيونية، التي خصصتها قناة الجزيرة القطرية حول تونس. و خاصة تلك التي تناولت مسألة الحجاب. غير ان القشة التي قسمت ظهر العلاقة بين البلدين، هي استضافة الجزيرة المعارض التونسي منصف المرزوقي، قبل أيام من عودته إلى تونس قادما من مقر إقامته بباريس. و دعوته التونسيين إلى "العصيان المدني باستخدام الوسائل السلمية لفرض الحقوق والحريات"، على حد تعبيره. وهو ما اعتبرته الحكومة التونسية دعوة "للتحريض" و "لحرب اهلية" او حثا"لأعمال الشغب والنداء للفتنة" كما جاء في نص بيان وزارة الخارجية التونسية. و كان بيان الوزارة أوضح آنذاك أن "ما أقدمت عليه قناة الجزيرة القطرية في الآونة الأخيرة من مواقف مغرضة ومقصودة تجاوز كل الحدود ويتنافى مع كل المبادئ والأخلاق التي يقوم عليها العمل الإعلامي". مشددا على أن هذه المواقف تجاوزت أيضا دائرة حرية التعبير بفتح المجال للتحريض على أعمال الشغب والنداء للفتنة مما يتناقض مع كل الأعراف والمواثيق الدولية وقواعد التعامل بين الدول. الى ذلك أضافت برقية الوكالة أن" اللقاء كان مناسبة لتناول العلاقات التونسية القطرية ،ومسيرة التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات خدمة للمصالح المشتركة". كما تناولت المحادثة بين بن علي والشيخ حمد بن خليفة ال ثان" آخر المستجدات على الصعيد العربي وبالخصوص في منطقة الشرق الاوسط الى جانب قضايا ومسائل ذات اهتمام مشترك". يشار الى ان العلاقات بين تونس وقطر متطورة اقتصاديا وسياسيا وقد زار أمير قطر تونس مرارا خلال الأعوام القليلة الماضية في زيارات رسمية وخاصة. كما تساهم رؤوس أموال من قطر في مشاريع سياحية ومالية وجامعية عديدة، بينها البنك القطري التونسي و كلية الطب بتونس.