اعلن الاتحاد الاوروبي انه مستعد لبذل كل ما في وسعه لاقناع ليبيا بالتعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية لكن هذا البلد الذي يشكل موقعه معبرا يسلكه المهاجرو القادمون من دول جنوب الصحراء لا يبدو مستعدا للنزول عند الضغوط الاوروبية. واعتبر نائب الرئيس الايطالي في المفوضية الاوروبية فرانكو فراتيني ان طرابلس بتنظيمها مؤتمرا وزاريا اوروبيا افريقيا حول الهجرة الاربعاء والخميس "ابدت ارادتها السياسية للالتزام مع الاتحاد الاوروبي لضبط تدفق المهاجرين". وفي تصريح صحافي وصف فراتيني الذي تعاني بلاده من تدفق المهاجرين الذين يعبرون ليبيا في اعداد كبيرة مؤتمر طرابلس بانه "خطوة اولى ناجحة" للاتحاد الاوروبي. لكن الزعيم الليبي معمر القذافي انتقد الاجتماع من البداية. وعبر القذافي عشية المؤتمر الذي يشارك فيه خمسون وزيرا افريقيا واوروبيا عن "الامل في ان يبدي الجميع جدية في تسوية هذه المشكلة لكنني اشك في ذلك واعتقد انها مجرد دعاية". وترفض ليبيا افساح المجال ليقوم الاوروبيون بدوريات في مياهها الاقليمية وتطالب في المقابل مساعدة على مراقبة حدودها الصحراوية التي يبلغ طولها نحو 4400 كلم وتقول ان تلك المراقبة قد تكلفها عشرة مليار دولار. واعتبر فراتيني انه "يجب دراسة هذا الاقتراح بعناية". واكد ان "الليبيين اقترحوا علينا ردا جديا وهو الا يفتحوا ابوابهم الى الشمال اذا ساعدناهم على حماية الجنوب. انها تسوية مقبولة". واعلن انه ينوي دعوة وزراء الداخلية الاوروبيين للمطالبة بالمساهمة بالرجال في دوريات على الحدود الصحراوية الليبية. واضاف "اننا ايضا مستعدون لارسال اعتبارا من كانون الثاني/يناير سيارات وبزات وتجهيزات للرؤية الليلية". وابدى وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم شكوكه حول الدوريات الاوروبية في مياه بلاده الاقليمية. وقال "نعتقد حقا ان بامكاننا المشاركة في دوريات مراقبة لكن الحل الحقيقي يتمثل في بذل جهد في البلدان التي ينطلق منها المهاجرون وضمان السلم من خلال برامج تنمية". وتابع "ما الذي سيجري اذا واصلنا الدوريات لعشر او عشرين سنة؟ ما عساها ان تكون النتيجة؟ هل سنقتل الناس في البحر ام سنعيدهم قسرا الى بلدانهم؟ هذا لا معنى له". واعتبر الوزير الليبي مساء الاربعاء ان "حتى قوات الحلف الاطلسي" عاجزة عن حماية حدود بلاده وذلك في كلمة القاها امام المشاركين في الاجتماع والذين نقلوا لمقابلة الزعيم الليبي بعد تعليق مفاجئ لاعمال المؤتمر. واصبحت ليبيا التي يبلغ طول حدودها البحرية 1770 كلم منطلقا للمهاجرين المتوجهين الى مالطا وجزيرة لامبيدوزا الايطالية قبالة جزيرة صقلية حيث وصل نحو 16 الف مهاجر غير شرعي منذ مطلع السنة. وافاد تقرير عن بعثة استطلاعية للاتحاد الاوروبي عام 2005 ان ليبيا التي يبلغ عدد سكانها 5,5 مليون نسمة تعد 600 الف عامل اجنبي في وضع غير شرعي وما بين 750 الفا الى 21 مليون مهاجر غير شرعي. ومن المتوقع ان تصادق الدول الاعضاء في الاتحادين الافريقي والاوروبي اليوم الخميس في طرابلس على بيان مشترك يشمل كافة الجوانب المتعلقة بالهجرة وخطة عمل ضد مكافحة المتاجرة بالبشر.