في تطور جديد تشهده الاراضي الفلسطينية, وفي صفقة اذا نجحت ستمثل انتصارا كبيرا للجانب الفلسطيني, نقل مدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان امس الى القادة الاسرائيليين عرضاً مفصلاً من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، لاجراء صفقة تبادل اسرى تُطلق بموجبها حماس الجندي جلعاد شاليت مقابل 1400 اسير. يتضمن العرض صفقة تبادل على ثلاث مراحل تُطلق اسرائيل في الاولى منها سراح جميع النساء والاطفال الاسرى وعددهم 400 فيما يُسلم الجندي شاليت لمصر, اما المرحلة الثانية تسلم مصر الجندي لاسرائيل بعد اطلاق 500 أسير وفي المرحلة الثالثة تطلق اسرائيل سراح الدفعة الاخيرة التي تطالب الحركة ان تضم 500 أسير. وتطالب حماس ان تتضمن الصفقة اتفاقا على مواصفات واسماء الاسرى الذين سيطلق سراحهم في هذه الصفقة وهو أمر رفضته اسرائيل في السابق ولا يتوقع ان توافق عليه كليا هذه المرة. نوعية الاسري *********************** وفي سياق متصل تطالب حماس باطلاق جميع الاسرى الذين اعتقلوا قبل اتفاق اوسلو في مقدمهم 29 اسيرا امضوا اكثر من عشرين عاما في السجون وكانت مصر قدمت عرضا يتمثل في اطلاق سراح الف اسير مقابل الجندي شاليت الا ان حماس طالبت مصر بتحديد مواصفات للاسرى الذين يجب ان يطلق سراحهم. وقالت مصادر في حركة فتح ان مشعل يصر علي ان اطلاق سراح مروان هو شرط رئيسي لاتمام الصفقة ودأبت اسرائيل على معارضة اطلاق سراح البرغوثي المعتقل منذ عام 2003 والمحكوم عليه بالسجن المؤبد بتهمة اصدار اوامر بتنفيذ عمليات ادت الى مقتل اسرائيليين. واضافت المصادر انه يوجد في السجون الاسرائيلية اكثر من عشرة آلاف اسير بينهم خمسة آلاف أسير لا مشكلة لاسرائيل في اطلاقهم, لكن المهم اطلاق أولئك المعتقلين منذ سنين طويلة والذين ترفض اسرائيل اطلاقهم بدعوى مشاركتهم مباشرة او غير مباشرة في قتل اسرائيليين. نجاح لحماس ******************** ومن جهة اخري أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل وحماس اختلفتا حول شروط الإفراج عن المعتقلين، حيث تطالب حماس بالإفراج عن 1400 أسير فلسطيني , في حين تريد إسرائيل الإفراج عن ألف فلسطيني فقط، وذلك بعد عودة الجندي الأسير إلى منزله. وتقول حماس انها تدرك انها غير قادرة على اطلاق كل الاسري , لكن الصفقة الحالية تحقق هدفين الاول هو اطلاق سراح الاسرى الذين لم يكن اي امل باطلاق سراحهم والثاني كسر المعيار الاسرائيلي لاطلاق سراح الاسرى وهو المعيار الذي يرفض اطلاق المتهمين بقتل يهود. بادرة جيدة ***************** ومن جهة اخري أفاد شهود عيان أن إسرائيل أطلقت امس الاربعاء سراح وزير الإسكان والأشغال العامة الفلسطيني عبد الرحمن زيدان الذي كان معتقلا داخل اسرائيل منذ 3 نوفمبر, ولم يعرف على الفور ما إن كان الإفراج عن المسؤول الفلسطيني يدخل في إطار صفقة محتملة لتبادل للأسرى. وقال أسامة السعدي أحد محامي زيدان ل " bbc" انه تم إطلاق سراح الوزير بعد أن تخلت النيابة العسكرية عن استئناف قرار صادر عن محكمة عسكرية إسرائيلية أمرت الثلاثاء بالافراج عنه وأشار إلى أنه أطلق سراح الوزير الفلسطيني البالغ من العمر 46 سنة، بعد ان سدد كفالة قيمتها 11 ألف و600 دولار, ولا يزال ثلاثون من أصل ستين نائبا ووزيرا فلسطينيا يقبعون في السجون الإسرائيلية. عباس ورايس ******************* من جهة أخرى تقوم وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بزيارة للمنطقة حيث ستلتقي اليوم مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مدينة أريحا بالضفة الغربية, وذكر المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك أن رايس ستحث عباس على الالتزام باتفاق التهدئة. كما أعرب عن أمله أن تقوم أجهزة الأمن الفلسطينية التي تقرر نشرها شمال قطاع غزة بإجراءات فعالة لمنع إطلاق الصواريخ. وقالت مصادر في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي،أن رايس اجرت محادثات سياسية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني, واكدت المصادر ان الزيارة جاءت في اعقاب اتفاق وقف إطلاق النار وخطاب أولمرت الأخير الذي عبر عن استعداده لتقديم "تنازلات مؤلمة" رغم أنها لا ترقى للحد الأدنى من مطالب الفلسطينيين. زيارة هنيهة ******************** وعلي صعيد متصل يجتمع اسماعيل هنيهة رئيس الوزراء الفلسطيني مع أحمد نظيف رئيس الحكومة المصرية لبحث العلاقات الثنائية ومجمل تطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط , اضافة الي سبل تقديم الدعم للشعب الفلسطينى فى مجال المعونات الطبية والغذائية . ويعقد رئيس الوزراء إسماعيل هنية عقب لقائه مع نظيف مؤتمرا صحفيا بمقر نقابة الصحفيين، يستعرض خلاله الجهود المصرية المبذولة من أجل الإفراج عن الأسرى وتشكيل حكومة الوحدة ورفع الحصار من أجل تحريك عملية السلام فى المنطقة. وكان هنية قد قال خلال مؤتمر صحفي عقده امس بعد محادثاته مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في القاهرة" ان إعلان حكومة الوحدة الفلسطينية سيتم في غضون أيام من القاهرة بحضور أطراف عربية ودولية وأوروبية للتأكد من توفر الضمانات اللازمة لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني والتعامل السياسي الدولي مع الحكومة الجديدة، ولم يعط مزيدا من التفاصيل." خلافات مستمرة ************************* ورغم تصريحات هنيهة عن قرب الاعلان عن الحكومة, مازالت الخلافات بين حركتا فتح وحماس مستمرة, حيث اتهم عزام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي حماس بالسعي لإفشال الجهود الرامية لتشكيل حكومة الوحدة وان حماس لا تريد شركاء بل تابعين". كما انها ترفض التنازل عن الحقائب السيادية "الخارجية والداخلية والمالية" لشخصيات مستقلة, وانها غير جادة في الوصول إلى حكومة الوحدة، فخطواتها تكتيكية فقط فهي متشبثة بالسلطة وتريد من الآخرين أن يكونوا تابعين لها لا شركاء". ومن جهة اخري القي مسؤول في حركة حماس اللوم على ابو مازن نفسه الذي قال إن حماس تتفاوض معه ليس كرئيس مستقل، بل كزعيم لحركة فتح، وكذلك إصرار فتح على فرض هيمنتها على الحكومة، بحجة تعيين مستقلين ومحاولة فرض أسماء غير مقبولة لدى حماس بأي شكل من الأشكال، وبحجة أيضا، القبول الدولي بهذه الحكومة, واكد ان حماس ترفض التنازل عن حقيبة الداخلية بأي حال من الأحوال".