سيدي الوزير، آذن لي أن أخفظ علم البعثة، آذن لك بانزال العلم، وأعلن عن نهاية البعثة الايطاية بالعراق، هكذا أنهى يوم الجمعة وزير الدفاع الايطالي"أرثو باريسي" البعثة العسكرية الايطالية بالعراق و بذلك ينهي مرحلة جدل و اعتراض لأكثر البعثات الايطالية بالخارج و التي حصدت أكثر من اثنين و ثلاثين قتيلا في هجمات مختلفة بالناصرية. و كان الانسحاب من العراق احدى الحملات التي اشتغل عليها وسط اليسار الايطالي للوصول الى الحكومة في الانتخابات التي جرت في أبريل الماضي. و عند استقباله آخر الجنود قال "روماني برودي" رئيس الوزراء الايطالي بالمطار العسكري "شامبينو" بروما: "هذا ما وعدنا به الشعب الايطالي في الانتخابات و ها نحن نوفي بالتزامنا، و أضاف : انني فخور بهذه البعثة فهي لم تكن استعمارا للعراق و انما كانت لتساعد الشعب العراقي في سبيل بناء مستقبله." و تجدر الاشارة الى أن البعثة الايطالية قد خسرت في حوادث متفرقة أكثر من اثنين وثلاثين جنديا من مختلف الاختصاصات، كان أكبرها يوم 12 نوفمبر 2003 عندما داهمت شاحنة مقر البعثة و انفجرت فخلفت 19 قتيلا، كما يعتبر قتل رجل المخابرات الايطالي "كاليبري" من طرف الجيش الأمريكي أكثر الحوادث التي تركت استياءا لدى الأوساط الايطالية اذ لم تبالي السلطات الأمريكية بالاتفاق و التنسيق المسبق مع المخابرات الايطالية في انقاض الصحفية "اسقرينا" بل عمدت الى اطلاق النار على مركبتهما و هما في طريقهما الى مطار بغداد فقتلت رجل المخابرات و جرحت الصحفية و ذلك في شهر مارس 2005 ، و قد أرجع المحللون هذا الحادث الى أهمية المعلومات التي كانت بحوزة الصحفية الايطالية "اسقرينا" و لا تزال السلطات الايطالية تجري تحقيقاتها في ملابسات الحادث. و بهذا الاستقبال يكون " برودي" قد أهدى الشعب الايطالي أبناءه بمناسبه عيد مولد المسيح على حد قول بعض المحليلين السياسين الايطاليين و هو بذلك يغلق ملف البعثة العسكرية الايطالية التي ضمت أكثر من 3200 جندي منذ جوان 2003.