لا يزال تسمم عميل الاستخبارات الروسية السابق يسبب الكثير من الإثارة في المملكة المتحدة؛ فقد بدأ إجراء فحص تقني دقيق على جسد عميل الاستخبارات السوفيتية( كي جي بي)، الذي يبدو أنه تعرض لوفاة غير عادية، وهناك الكثير من الأدلة والوقائع المتعلقة بهذه الوفاة؛ جثة تظهر آثار نشاط إشعاعي، 24 موقعا وطائرتان و33 ألف مسافر. فقبل وفاة "ألكسندر ليتيفينكو" بقليل توصلت الشرطة إلى استنتاج أنه تسمم عن طريق مادة البولوتنيوم 210، وهي مادة نادرة مشعة. وقد تم بعد هذا اقتفاء أثر هذه المادة حتى تم العثور عليها في 12 موقعا في لندن، بحسب وزير الداخلية البريطاني "جون ريد". وليس هذا كل ما في الأمر؛ فقد تم العثور على طائرتين تابعتين للخطوط الجوية البريطانية ملوثتين إشعاعيا. هذا وكانت هاتان الطائرتان تقومان برحلات أوروبية، وكثيرا ما حطتا في العاصمة الروسية موسكو؛ ونتيجة لهذا قد تم توجيه النصح لل33 ألف راكب ممن استقلوها بضرورة الاتصال بهيئة الصحة البريطانية. هذا وتكفي كمية ضئيلة للغاية من البولوتنيوم لقتل شخص ما، أما حفنة من هذه المادة فيمكن أن تمحو مدينة بأكملها، إلا أن هذه المادة لا تشكل خطرا إلا في حال ما إذا دخلت إلى أجساد البشر بصورة نقية غير مخففة، وهو ما تعد فرصة حدوثه ضئيلة جدا، بحسب الخبراء. أما السبب الذي دعى الشرطة البريطانية إلى تفتيش هاتين الطائرتين فهو أن الشرطة وضعت بعد مرض ليتيفينكو لائحة بأسماء الروس الذين اتصلوا به. وهو ما يراه "أليكس جولدفارب" دليلا على أن موسكو هي التي دبرت هذه الجريمة. منشقون إلا أن التطورات الدرامية الأخيرة التي تشهدها لندن لا توضح من المسئول عن قتل "ليتيفينكو"؛ حيث يزعم المعارضون والمنشقون الروس أنه من الممكن أن يكون الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" هو من أمر بقتل "ليتيفينكو". إلا أن آخرين يرون أن المافيا الروسية هي من تقف وراء عملية الاغتيال هذه، أو ربما فريق من داخل الاستخبارات الروسية، إلا أن "مارتين ماكيلي" المحلل السياسي المختص للشئون الروسية يرى أن الأطراف التي سبق ذكرها- بوتين أوالمافيا والاستخبارات - ليست مهتمة كثيرا ب"ليتيفينكو"، بل بمن يقوم بحمايته، المليادرير الروسي "بوريس بيرزوفيسكي" فاحش الثراء، الذي كان في الماضي صديقا ل"بوتين" إلا أنه الآن شديد النقد للرئيس الروسي، كما أنه مثله مثل "ليتيفينكو"- منشق يعيش في لندن. هذا ويعتقد على نطاق واسع أن مقتل"ليتيفينكو" كان مقصودا به توجيه رسالة تحذير إلى السيد "بيرزوفيسكي" مفادها، " ابتعد عن السياسة الروسية"، إلا أن هذه مجرد نظرية، وإن كانت الأكثر قبولا. وعلى الرغم من التقلبات والتغيرات التي تجرى كل يوم، فلا يزال في حكم المستحيل معرفة السبب في وفاة السابق، إلا أن الأمر الوحيد المؤكد هو أن "ألكسندر ليتيفينكو" عاش حياة خطرة، وتوفي بطريقة غامضة. ترجمة: محمد عبد الرؤوف