سمحت وزارة الثقافة التونسية للمسرحي التونسي فاضل الجعايبي بعرض عمله الجديد "خمسون" بعد منع استمر اشهرا بحسب ما صرح الجعايبي الجمعة لوكالة فرانس برس. وقال الجعايبي ان "سلطة الاشراف وافقت على تمكيني من عرض المسرحية بدون قيد او شرط ولم يتم ادخال تعديلات عليها باستثناء كلمة واحدة". ورحب بقرار الوزارة معتبرا انه "رفع لمظلمة استغرقت وقتا طويا ما انعكس خسائر معنوية ومادية فادحة على كامل الفريق المسرحي". واوضح ان السماح بعرض المسرحية "يندرج في سياق حرية التعبير التي بدونها سنغرق في التكلس الفكري والبؤس الجمالي ومتاهات العنف والتطرف". وتمنى الجعايبي ان تكون هذه الخطوة "انتصارا على الجهل وسوء النية والافكار المبيتة والتشكيك في صدقنا وحريتنا ومواطنتنا كفنانين تونسيين". ويتوقع ان تعرض المسرحية التي تشارك فيها الممثلة التونسية جليلة بكار كاتبة النص مطلع العام الجديد تمهيدا لعرضها فى اليابان ومرسيليا (جنوبفرنسا) في اذار/مارس المقبل. وكان الجعايبي وجه في تشرين الاول/اكتوبر رسالة مفتوحة الى وزير الثقافة التونسي محمد العزيز بن عاشور ناشده فيها السماح بعرض "خمسون" بعدما طلبت منه لجنة التوجيه المسرحي في اب/اغسطس حذف عشرات الاسماء والتواريخ والفقرات من العمل. ويخضع القانون التونسي منذ عام 1966 كل عمل ابداعي لمراجعة لجنة التوجيه المسرحي لاعطاء رأيها فيه والسماح بعرضه. واثار عدم السماح بعرض "خمسون" جدلا واسعا في الاوساط الثقافية والسياسية في تونس. ووقع عشرات المسرحيين والرواد عريضة طالبوا فيها ب"حرية التعبير الفني والفكر الحر" فيما ناقش النواب التونسيون القضية مطالبين وزير الثقافة بالسماح بعرض المسرحية. وتتناول "خمسون" كما يشير عنوانها خمسين عاما من تاريخ تونس المعاصر وتركز المسرحية التي صفق لها الجمهور الباريسي في مسرح "اوديون" لدى عرضها للمرة الاولى في حزيران/يونيو الماضي على موضوع الارهاب. وبدأ الجعايبي مسيرته المسرحية قبل اكثر من ثلاثين عاما وأسس عام 1976 مع مجموعة من المسرحيين التونسيين فرقة "المسرح الجديد" التي طبعت الخشبة التونسية لنحو 15 عاما. وقدمت الفرقة اعمالا مميزة منها "العرس" المقتبسة عن نص لبريخت و"التحقيق" و"غسالة النوادر" اضافة الى "عرب" التي تناولت الحصار الاسرائيلي لبيروت عام 1982 وتحولت لاحقا فيلما سينمائيا.