تعيش ألمانيا في الأشهر القادمة تحت شعار أوربا. لأن ألمانيا ستتسلم في فاتح يناير رئاسة الاتحاد الأوربي. ولدى الحكومة الألمانية عزيمة قوية لإنجاح مهمتها، لكن هناك أيضا لائحة كبيرة من المواضيع التي يتوجب ِعليها معالجتها في الأشهر القادمة من بين هذه القضايا الصعبة، قضية دستور الاتحاد الأوربي. تطلعات الاتحاد الأوربي من الرئاسة الألمانية كبيرة جدا، فكثير من المشاريع لم تنفذ في ظل الرئاسة الفنلندية: إما بسبب عدم الاتفاق أو بسبب الافتقار لإرادة الاتفاق. يحتاج الاتحاد الأوربي تحت الرئاسة الألمانية إلى حيوية جديدة. تريد رئيسة الحكومة الألمانية أنجيلا ميراكل مواجهة هذه التحديات لكنها في نفس الوقت لا ترغب في خلق جو من التطلعات المفرطة، وإلا فسيكون الإحباط كبيرا في حالة عدم تحقيقها. تقول ميراكل: "ألمانيا تعرف قدراتها، لكنها تعرف أيضا حدود تلك القدرات." الطموحات كبيرة في الأشهر الستة القادمة. من بين المواضيع التي تعد من الأولويات سياسة الطاقة و والتغير المناخي، إضافة إلى القضايا الراهنة في العالم. لقد عولجت إشكالية تركيا مؤقتا. لكن في ظل الرئاسة الألمانية يجب اتخاذ قرار نهائي في وضعية كوسوفو. كما تريد ميراكل أيضا أن تلعب كل من ألمانيا والاتحاد الأوربي من جديد دورا أكبر في الشرق الأوسط، وذلك بالتعاون مع الأممالمتحدة والولايات المتحدة وروسيا أو ما يسمى "بالرباعي" . تلعب ألمانيا في الكواليس دورا كبيرا في الشرق الأوسط. فألمانيا لها صلات بجميع الأطراف في المنطقة، بما في ذلك سوريا وإيران. تتطلع ألمانيا باعتبارها رئيسة للاتحاد الأوربي إلى تعزيز مكانتها في المنطقة، كما تريد أيضا بعث حياة جديدة في مشروع دستور الاتحاد الأوربي المجمد. فبعد الاستفتاءات في فرنساوهولندا التي أسفرت عن رفض ذلك الدستور، لم يحدث تطور يذكر في هذه الجبهة الهامة. ومن المتوقع ان تعلن ميراكل في يونيو المقبل عن كيفية معالجة هذه القضية من جديد. "طلب من الرئاسة الألمانية أن تقدم في يونيو 2007 تقريرا تقديريا حول الموضوع. لا أقل ولا أكثر. لا يمكن تأجيل قضية الدستور الأوربي إلى ما لانهاية" تقول ميراكل. تسعى ألمانيا إلى تقديم جدول زمني في شهر يونيو لخطة تبعث الروح في تلك العملية. لكن المشكل هو أنه يجب أولا انتظار الانتخابات في فرنسا، إحدى الدول التي صوتت ضد الدستور. ويجب أيضا إشراك هولندا المعارضة في تلك العملية. حسب الخبير الأوربي أندرياس مورير الذي يشغل كذلك منصب مستشار الحكومة الألمانية في هذا المجال، فقد حان الوقت للبت في القضية. لأن الحكومة الألمانية السابقة برئاسة شرويدر تركت هولندا جانبا. "لم يقم وزير الشؤون الخارجية السابق في ظل سبع سنوات من الحكومة الحمراء-الخضراء ولو بزيارة رسمية واحدة إلى لاهاي. إنها فضيحة." يقول مورير الباحث في معهد العلوم السياسية في برلين. الحكومة الحالية بقيادة ميراكل تعطي أهمية كبيرة للدول الصغيرة مثل هولندا. هذا مهم جدا لاستعادة الثقة من جديد في الاتحاد الأوربي. ويجب على السياسيين كذلك العمل في هذا الاتجاه لبعث الحماس في الاتحاد الأوربي والحد من المخاوف التي تذهب لاعتبار العاصمة الأوربية بروكسيل موقعا للتغول على السياسات الوطنية. تعطي رئيسة الحكومة ميراكل المثل بقولها: "أريد من المواطنين أن يؤمنوا بأوربا من جديد. لكنه في غالب الأحيان ما ينظر إلى أوربا باعتبارها مسألة متعلقة بالتفاصيل الفنية. لكن أوربا في الحقيقة شيء جميل جدا و تزهر بالحياة." يجب على أنجلا ميراكل أن تقوم بإشاعة هذا الحماس في الأشهر الستة القادمة. راديو هولندا العالمي