تنكر إسرائيل وجود خطط لها لمهاجمة إيران. كشفت صحيفة "صنداي تايمز" أمس بأن الجيش الإسرائيلي عين طيارين مقاتلين تلقوا تدريبات خاصة لتدمير المنشآت النووية الإيرانية الخاصة بتخصيب اليورانيوم. تقول الصحيفة أن الجيش سيستخدم لهذه العملية أسلحة ذرية، مع أن إسرائيل ما زالت تتجنب الحديث عن قدراتها النووية. خبير الأمن، يوسي ميلمان، في الصحيفة الإسرائيلية المعروفة 'هآرتز‘، يسمي التقرير الوارد في الصحيفة البريطانية "خيالاً علمياً، وتخمين جزئي، تزييف للحقائق". فقد هددت إيران بالرد فيما لو قامت إسرائيل بهجوم على المنشآت النووية الإيرانية. تقول الصحيفة بأنها اعتمدت في تقريرها على مصادر ذات ثقة في الجيش الإسرائيلي. ولكن خبير الأمن الإسرائيلي، ميلمان، ينفي إمكانية ذلك: "تقوم إسرائيل بكافة الإجراءات لتجنّب أية مواجهات مع إيران، ولهذا ليس هناك أي مجال لتسريب مثل هذه المعلومات؛ فإسرائيل تعلم تماماً بأن أي تصريح كهذا قد يؤدي إلى ردود فعل عنيفة من جانب إيران، ولهذا تحاول الحكومة الإسرائيلية قدر الإمكان تجنب ذلك". ويضيف ميلمان بأنه هناك شيئاً من الحقيقة في التقرير: "الحقيقة الوحيدة المجردة هي أن القوات الجوية الإسرائيلية – مثلها مثل الجيش الهولندي – تستعد لأي سيناريو قد يحدث. ومن بين خطط التدريب هناك استعداد للهجوم على منشآت نووية إيرانية. ولكن هذه مجرد إجراءات روتينية لدى الكثير من الجيوش وليس فقط عند الجيش الإسرائيلي". يقول ناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية بأن التقرير لا أساس له من الصحة، وبأن إسرائيل ما زالت تأمل بالوصول إلى حل للخلاف حول طموحات إيران النووية بالطرق الدبلوماسية. ما زالت طهران ترفض التوقف عن تخصيب اليورانيوم المشع، العملية التي قد توصل إلى إنتاج أسلحة نووية. لذلك قرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في جلسته نهاية الشهر الماضي بالإجماع فرض عقوبات على إيران. ويدعو القرار جميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة إلي عدم بيع أية أجهزة أو مواد أو معلومات لإيران قد تساعدها على الاستمرار في برنامجها النووي. وبشكل عام هناك قبول دولي بأن الأمر قد يستغرق عدة سنوات قبل ان تتمكن إيران من تصنيع أسلحة نووية. يتوقع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي حدوث ذلك خلال ثلاث سنوات على الأقل، وفي تقدير الأمريكان سيستغرق ذلك مدة أطول تتراوح من خمس حتى ست سنوات. يعتقد خبير الأمن، ميلمان، بأنه حتى لو صنّعت إيران أسلحة نووية، فالسؤال هو فيما لو كان الرئيس الإيراني أحمدي نجاد سيستخدمها بالفعل. "مع أن الرئيس أحمدي نجاد لا يعتبر دولة إسرائيل جزءا من المنطقة، إلا أنه لم يقل مطلقاً بأنه سيستخدم أسلحة نووية لتدمير إسرائيل، بل على عكس سلفه رفسنجاني، الذي يعتبره الغرب شخصية معتدلة – والذي صرّح يوماً بأن قنبلة نووية واحدة تكفي لإزالة إسرائيل من الوجود، ولكن قنابل كثيرة لن تؤثر على العالم الإسلامي". والمثير في الأمر بأن تقرير صحيفة صنداي تايمز يؤكد مجدداً على حيازة إسرائيل للأسلحة النووية. يجري الجيش الإسرائيلي تدريبات بالقنابل المضادة للتحصينات والتي لها القدرة على اختراق طبقة سميكة من الاسمنت المسلّح، وذلك لأن إيران تقوم ببناء قسم من منشآتها الذرية تحت الأرض. في البداية ستستخدم إسرائيل الأسلحة التقليدية لاختراق التحصينات، لتتبعها بقنابل نووية صغيرة لتنفجر في عمق التحصينات تحت الأرض وقد اجرى الطيارون الإسرائيليون بطلعات جوية تجريبية لهذا الغرض. اندلع جدال صاخب الشهر الماضي عقب تصريح رئيس الحكومة اولمرت للمرة الأولى بأن إسرائيل تمتلك القنابل النووية. في لقاء تلفزيوني معه، ذكر اولمرت أن قدرات إسرائيل العسكرية تضاهي القدرات الأمريكية والفرنسية والروسية، وبذلك، فقد صرح، ربما عن دون قصد، أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية. بعد ذلك، نفت متحدثة باسم اولمرت، أن يكون رئيس الحكومة الإسرائيلية اعتبر إسرائيل واحدة من القوى النووية العالمية.