تحدثت تقارير غربية عن رغبة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي في اختيار فريق اكثر اعتدالاً لإدارة الملف النووي لبلاده، في محاولة لاحتواء التوتر المتصاعد مع الغرب، في وقت كشِف تقرير سري للحكومة الإيرانية سلط الضوء على الآثار السلبية لعقوبات واسعة على البلاد، اذا تواصل العمل في البرنامج النووي. وبالتزامن مع الضغوط الدولية على طهران، أعلن «الحرس الثوري» الإيراني إجراءه اليوم مناورات عسكرية لمدة ثلاثة ايام. وقال الكومندان مجيد ايانه المسؤول في سلاح المدفعية ان المناورات سيتخللها «درس الطاقات العملانية لصاروخي زلزال وفجر-5» اللذين يراوح مداهما بين قصير ومتوسط. وكان «الحرس» أجرى في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي مناورات استخدم فيها صواريخ متوسطة المدى من نوع «شهاب-3». وأكد الرئيس محمود أحمدي نجاد امام البرلمان امس، أن حكومته نشطة في مجال السياسة الخارجية، معتبراً أن تحول ايران إلى دولة نووية هو «هدف مقدس». في غضون ذلك، ناقش المنتدى السنوي للتعاون الاستراتيجي الأميركي - الاسرائيلي في تل أبيب امس، البرنامج النووي الإيراني. وترأس الوفد الأميركي في المنتدى وليام بيرنز مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، فيما ترأس الوفد الاسرائيلي وزير النقل شاوول موفاز عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية. وأشارت الإذاعة الاسرائيلية إلى أن الجانبين ناقشا «التهديد الذي تشكله إيران وبرنامجها النووي على المنطقة والتطورات العسكرية في العراق، ومكافحة الارهاب وتمويله، ووسائل إبقاء التفوق العسكري لإسرائيل على الدول الأخرى في الشرق الأوسط». وقال السفير الاسرائيلي السابق في واشنطن داني ايالون ان المنتدى «يشكل مناسبة مهمة لوضع المخاوف الاسرائيلية على أجندة الافكار الاستراتيجية للولايات المتحدة». في طهران، قال الناطق باسم وزارة الخارجية محمد علي حسيني: «اذا طلب الأميركيون رسمياً إجراء مفاوضات مع ايران في شأن القضايا الإقليمية سيكون الطلب قابلاً للنقاش». وأكد ان «أي تغيير لم يحصل في مواقف إيران النووية»، معتبراً أن قرار مجلس الأمن الذي طالبها ب «تعليق تخصيب اليورانيوم لم يكن مبنياً على أي أساس منطقي وقانوني، لذا لا يمكن قبوله». وحضت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الشركات على الحذر من التعامل مع ايران، والتفكير في احتمال فرض مزيد من العقوبات عليها. وأضافت في مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية: «اعتقد بأن على الناس التفكير في خطر التعامل مع ايران، وخطر فرض مزيد من العقوبات» عليها، مشيرة الى ان «الولاياتالمتحدة تعاقب بوضوح المصارف الإيرانية وقوانينها صارمة جداً مع الذين يتعاملون مع مصارف فرضنا عليها عقوبات». في باريس، أفادت صحيفة «لوموند» الفرنسية بأنها حصلت على نسخة من «تقرير سري» وضعته الحكومة الإيرانية يسلط الضوء على الآثار السلبية لفرض عقوبات واسعة على ايران، اذا واصلت العمل في برنامجها النووي. وأوردت الصحيفة ان التقرير الذي يقع في أكثر من مئة صفحة، وأشرفت على وضعه وزارتا الخارجية والدفاع، أوصى ب «بذل أقصى جهود سياسية ممكنة لتجنب تشديد العقوبات، مع صون مصالح البلاد وكرامتها الوطنية». وأضافت أن التقرير قدم الى الرئيس نجاد لكن الحكومة كانت تريد إبقاءه سراً. وفي لندن، نقلت صحيفة «ذي صنداي تايمز» عن «مصادر رفيعة المستوى» في طهران ان خامنئي يدرس إجراء تغييرات في سياسة بلاده في الأزمة النووية، مشيرة الى انه يعتقد بأن الولاياتالمتحدة لا تستهدف وقف البرنامج النووي فحسب، بل أيضاً إطاحة النظام في طهران. وأضافت المصادر ان خامنئي أدرك أن المصالح القومية الإيرانية تضررت بشدة على يد نجاد الذي «يفتقر الخبرة الكافية وتثير خطبه الرنانة توتراً غير ضروري».