كشفت مصادر صحافية بريطانية امس ان ايران تخطط لرد انتقامي اثر خطف عدد من ضباطها ضمن ما يبدو انه مخطط اميركي لزعزعة واضعاف الجيش الايراني قبل توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية وهو امر يبدو قريبا حيث كشف النقاب امس عن مناورات عسكرية اميركية - اسرائيلية لمواجهة حرب صاروخية غير تقليدية قد تشنها ايران وسورية على الدولة العبرية. وفي تطور جديد لقضية اختفاء عدد من الضباط والديبلوماسيين الايرانيين قالت صحيفة "صنداي تايمز " البريطانية امس إن هناك تهديدات إيرانية برد انتقامي في أوروبا على ما وصفتها طهران بأنها عملية سرية تنفذها أجهزة مخابرات غربية لاختطاف ضباط كبار في قوات الحرس الثوري الايراني "باسدران " . ونقلت الصحيفة عن مصادر ايرانية قولها ان هناك عددا من الضباط اختطفوا على مدى الأشهر الثلاثة الماضية وأن الولاياتالمتحدة وضعت قائمة تتضمن شخصيات أخرى مستهدفة للاختطاف بهدف زعزعة استقرار القيادة العسكرية الايرانية. كما أشارت الى أن أحد هذه المصادر المقربة من الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد حذر من أن طهران سترد على مثل هذه العمليات وأن لديها القدرة للوصول الى قلب أوروبا واختطاف ضباط أميركيين وأيضا اسرائيليين. واستشهدت الصحيفة البريطانية باختفاء نائب وزير الدفاع الايراني السابق علي رضا أصغري وضابط اخر مسؤول عن خلايا الحرس الثوري في منطقة الخليج واعتقال ضباط استخبارات ايرانيين في العراق . وذكرت الصحيفة البريطانية انه رغم أن التهديد الايراني يدور حول الانتقام داخل أوروبا فإن هناك احتمالات أكبر في نظر بعض المحللين بأن تنفذ مثل هذه العمليات في العراق حيث يرون أنه من السهل بالنسبة ل ̄ "قوة القدس" أن تقوم في العراق باختطاف ضباط أميركيين وبريطانيين أيضا. في غضون ذلك كشفت وسائل إعلام إسرائيلية امس ان الدولة العبرية والولاياتالمتحدة تجريان حاليا تدريبا عسكريا مشتركا يحمل اسم "جونيبر كوبرا " لمواجهة تهديد الصواريخ الايرانية والسورية. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية نقلا عن مصادر حكومية أن هذه التدريبات تستهدف الدفاع عن إسرائيل من "اعتداء صاروخي قد يشمل إطلاق صواريخ تحمل رؤوسا حربية غير تقليدية". وأوضحت أن التدريبات تجري في الاراضي الاسرائيلية بمشاركة وحدات أميركية بأسلوب المحاكاة عبر الحاسب الالي "حيث تختبر إسرائيل من خلالها قدرات بطاريات الصواريخ المضادة للصواريخ من طرازي "حيتس" و"باتريوت -2". ومن جانبها ذكرت صحيفة "هآرتس" ان هذه التدريبات تجري "منذ وقت طويل"بهدف "درء مخاطر صواريخ مزودة برؤوس نووية أو بيولوجية أو كيماوية" قد تطلق صوب إسرائيل أو الولاياتالمتحدة. وأشارت "هآرتس" إلى أن إسرائيل تختبر في هذه التدريبات أحدث طراز من صواريخ "أرو" وكذلك من الصواريخ المضادة للصواريخ من طراز"باتريوت" بينما يختبر الاميركيون فعالية مظلة الدفاع الجوية التي سيقيمونها فوق بلادهم ودراسة مدى استجابتها حال وقوع هجوم بالقذائف على إسرائيل إضافة إلى اختبار كيفية إدارة الاتصالات وإدارة المعركة وآليات القيادة وأنظمة السيطرة المتبعة في البلدين. في غضون ذلك اكد سكرتير مجلس الامن الروسي ايغور ايفانوف ان حيازة ايران لأسلحة نووية سيشكل تهديدا للمصالح الروسية. ونقلت وكالة انباء " انترفاكس " الروسية عن ايفانوف قوله في كلمة ألقاها امام مجلس السياسات الدفاعية والخارجية " ان امتلاك ايران لاسلحة نووية سيمثل تهديدا للمصالح الروسية بطريقة مباشرة او غير مباشرة", وشدد ايفانوف على ان بلاده تبذل كل ما في وسعها لمنع ايران من امتلاك اسلحة نووية. وكان ايفانوف اكد في وقت سابق ضرورة حل المشكلة النووية الايرانية عن طريق المفاوضات والتوصل الى حل مشترك, واضاف انه يجب أن تتوقف ايران عن أعمال تخصيب اليورانيوم وأن تكون لمجلس الأمن الدولي وقفة فيما يتعلق بالقرار الخاص بايران. واتفقت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الصين والولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) والمانيا على اجراءات جديدة لتعزيز العقوبات التي سبق ان فرضت على ايران بموجب القرار 1737 الذي اعتمد في ديسمبر مع تشديدها. وحددت اول مشاورات رسمية حول مشروع القرار الاربعاء لافساح المجال امام وفود الدول العشر غير الدائمة العضوية لنقل النص الى عواصمها ودرسه. ومع التأكيد على انهم سيأخذون كل الوقت اللازم للقيام بذلك, اعتبر سفير جنوب افريقيا دوميساني كومالو الذي يرأس المجلس خلال مارس انه من الممكن اعتماد النص خلال الاسبوع الجاري لكن من دون تحديد موعد. والجلسة التي ستخصص للتصويت ستشهد حدثا غريبا وهو حضور رئيس الدولة التي ستفرض عليها العقوبات وتوليه الكلام على الارجح امام المجلس في حين سبق ان عبر عن معارضته لمشروع القرار.