دان مؤتمر الدوحة للتقريب بين المذاهب الاسلامية في ختام اعماله الاثنين "الحرب الطائفية" في العراق مشددا على حرمة دم المسلم وعلى ضرورة تنقية المناهج في العالم الاسلامي من الشحن الطائفي. واكد "بيان الدوحة" الذي صدر في ختام المؤتمر الذي استمر ثلاثة ايام وشهد سجالات بين مشاركين سنة وشيعة "ادانة ما يحدث في العراق من حرب طائفية بين السنة والشيعة مما يؤدي الى تفتيت العراق". وكانت اجواء العنف الطائفي في العراق سيطرت على اعمال المؤتمر فيما اعلن الداعية الاسلامي الشيخ يوسف القرضاوي خلال الجلسة الختامية للمؤتمر ان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرئسه "قرر ارسال وفد يمثل الاتحاد الى طهران". وقال القرضاوي ان ارسال الوفد هو "لمحادثة المسؤولين هناك في هذا" معتبرا ان "الذي يملك المفاتيح في تحريك الامور في العراق هي ايران" مشددا على "وجوب الوصول الى حل" في هذا الصدد. واكد البيان الختامي للمؤتمر "حرمة دم المسلم وماله وعرضه واستنكار الجرائم المرتكبة على الهوية المذهبية". كما دعا الى "عدم السماح بالتبشير لمذهب التشيع في بلاد السنة او للتسنن في بلاد الشيعة". وكان الشيخ القرضاوي اتهم في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الشيعة بمحاولة نشر مذهبهم في بلاد سنية. وجاء في التوصيات ايضا دعوة الى "اصلاح المناهج التعليمية بما يدعم فكرة الوحدة والتقريب بين المذاهب" بالاضافة الى "تشكيل مجمع علمي (مقره الدوحة) يضم علماء السنة والامامية والزيدية والاباضية (..) يرصد المعوقات والخروقات ويضع لها الحلول المناسبة". من جهة اخرى رفض العلماء المشاركون "رفضا قاطعا كل تطاول او اساءة الى ال بيت رسول الله" مناشدين "اتباع المذاهب و الفرق الاسلامية احترام مقدسات كل طرف". الا ان هذا الحوار السني الشيعي شهد سجالات ساخنة ووصفه بعض المشاركين بانه "حوار طرشان". وفي هذا الاطار قال القرضاوي في الجلسة الختامية "اما ان تنجح الفكرة (التقريب بين المذاهب) على ارض الواقع او لنفض هذه السيرة". واضاف متوجها لمئات الحاضرين في الجلسة الختامية التي ترأسها اية الله محمد علي تسخيري رئيس مجمع التقريب بين المذاهب في ايران "عندئذ ساقول للشيخ تسخيري اغلق مجمعك و سرح موظفيك". من جهته قال استاذ الحضارة الاسلامية في جامعة السوربون الفرنسية محمود عزب لفرانس برس ان الحاضرين في المؤتمر "جاؤوا برغبة مسبقة ومحددة في افحام الاخر وعدم الاستماع اليه (..) مما يجعله اقرب الى حوار الطرشان". من ناحيته قال المفكر الاسلامي المغربي خالد زهري ان اللقاء "لا يقوم على الوضوح (..) انهم يركزون على مواطن الخلاف رغم قلتها اكثر من تركيزهم على مواطن الاتفاق رغم وفرتها" . لكن رئيسة المؤتمر الدكتورة عائشة المناعي اكدت ان "هناك نوع من الحدة والمصارحة الزائدة احيانا لكنه ليس حوار طرشان". وانعقد المؤتمر تحت شعار "دور التقريب في الوحدة العملية للامة" ونظمته جامعة قطر بالتعاون مع وزارة الخارجية القطرية وجامعة الازهر بمصر والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية وبمشاركة اكثر من 216 عالما ومفكرا من مختلف المذاهب الاسلامية اتوا من 44 دولة. وكانت الجلسة الافتتاحية شهدت سجالا بين المشاركين السنة والشيعة. وبينما حمل الشيخ يوسف القرضاوي بشدة على ايران التي اتهمها بمحاولة نشر المذهب الشيعي في بلدان سنية اتهم آية الله تسخيري اسرائيل بالوقوف وراء الفتن المذهبية في لبنان والعراق. وقال القرضاوي "لا يجوز ان يحاول مذهب نشر مذهبه في بلاد خالصة للمذهب الاخر" في اشارة لايران. واضاف "ماذا ينفعكم ان تدخلوا بلدا سنيا مثل مصر او السودان او المغرب او الجزائر وغيرها من بلاد خالصة للشافعية والمالكية (...) وان تحاولوا ان تكسبوا افرادا للمذهب الشيعي؟".