اكد الرئيس الاميركي جورج بوش في خطابه عن حال الاتحاد الثلاثاء عزمه على مواصلة استراتيجيته المثيرة للجدل لنشر الديموقراطية في الشرق الاوسط معتبرا انه عنصر اساسي في "المعركة العقائدية" ضد الارهابيين. وقال بوش ان "المسألة الكبرى في عصرنا هي معرفة ما اذا كانت اميركا ستساعد النساء والرجال في الشرق الاوسط على بناء مجتمعات حرة والاستفادة من الحقوق نفسها التي تتمتع بها بقية البشرية". واضاف "من اجل امننا اعتقد انه علينا ان نفعل ذلك" مؤكدا ان نشر الديموقراطية هو افضل وسيلة للوقاية من التطرف. وقال الرئيس الاميركي ان "اكثر ما يخشاه الارهابيون هو الحرية والمجتمعات التي يبادر فيها النساء والرجال الى اتخاذ قراراتهم ويصغون لضمائرهم ويعيشون من آمالهم وليس من احقادهم". وفي خطابه امام الكونغرس الذي يهيمن عليه خصومه الديموقراطيون تجاهل بوش بشكل واضح الدعوات الى اتباع دبلوماسية اكثر مرونة واقل عقائدية ممتنعا عن الحديث عن اي حوار مع ايران او سوريا مثلا لاحلال الاستقرار في العراق او تحريك عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وبينما تثير الحرب في العراق استياء متزايدا اكد بوش ان الحرب على الارهاب "ليست مجرد قرقعة اسلحة بل معركة ايديولوجية حاسمة وامن امتنا على المحك". وتحدث عن تقدم على طريق الديموقراطية في السنتين الاخيرتين وخصوصا الانتخابات التي جرت في لبنان وافغانستان في 2005 وعمليات الاقتراع العديدة التي شهدها العراق. واضاف "لكن عدوا راقب كل ذلك وغير تكتيكه ورد في 2006" مشيرا الى اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل وتصاعد عمليات حركة طالبان وتنظيم القاعدة في افغانستان والاعتداء على مسجد سامراء في العراق الذي نسبه الى القاعدة ومتطرفين سنة آخرين. واكد بوش ان العنف المذهبي الذي شهده العراق بعد ذلك من عمل السنة والشيعة على حد سواء بينما اعتمدت الادارة الاميركية على الاغلبية الشيعية في العراق المحاربة المتطرفين السنة. وقال ان "المتطرفين الشيعة والسنة وجهان لتهديد استبدادي واحد". وفي فقرات قصيرة عن المشاكل العالمية الاخرى اكد بوش رغبته في تغليب التعددية لكسب الحرب على الارهاب. وقال ان "الاميركيين يمكنهم ان يثقوا في نتيجة هذه المعركة لاننا لسنا وحدنا" فيها. وذكر بالدعم الذي تلقاه الولاياتالمتحدة في الشرق الاوسط من الحلفاء العرب المعتدلين مثل الاردن ومصر والسعودية ودول الخليج الاخرى وفي افغانستان من حلف شمال الاطلسي وفي الملف النووي الكوري الشمالي في المفاوضات السداسية التي تشارك فيها روسيا والصين والكوريتان واليابان. كما اشار الى اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط التي يفترض ان تجتمع الاسبوع المقبل في واشنطن بدون تحديد الاستراتيجية الاميركية حول الشرق الاوسط.