اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في باريس ان الولاياتالمتحدة ستتعهد بمنح لبنان مساعدة تبلغ 770 مليون دولار (594 مليون يورو) في اطار المجهود الذي تبذله الاسرة الدولية لاعادة اعمار هذا البلد ودعم حكومته برئاسة فؤاد السنيورة في وجه الازمة الحادة التي تواجهها. وقالت رايس ان المساعدة الاميركية التي ستعلن رسميا اليوم الخميس في مؤتمر "باريس 3" لدعم لبنان سترفع الى اكثر من مليار دولار حجم المساعدة الاميركية للبنان منذ الحرب الدامية التي دارت بين اسرائيل وحزب الله الشيعي اللبناني والتي استمرت 34 يوما في تموز/يوليو واب/اغسطس. واضافت رايس في تصريحات للصحافيين الذين يرافقونها في الطائرة من واشنطن الى باريس ان "الرئيس سيطلب في الكونغرس 770 مليون دولار من الدعم للبنان". واوضحت انه سيتم تخصيص حوالى ثلثي المساعدة الاميركية لتعزيز قوى الامن اللبنانية على صعيدي التدريب والتجهيز ولتمويل مشاريع لاعادة الاعمار. اما المبلغ المتبقي وقدره 250 مليون دولار فسيأتي على شكل مساعدة مباشرة لحكومة السنيورة التي اعلنت هذا الاسبوع خطة اصلاح اقتصادي لمدة خمس سنوات سعيا منها الى تلبية جهود اعادة الاعمار ومواجهة دين عام باهظ يصل الى 41 مليار دولار. وذكرت مصادر رسمية ان متوسط المساعدة السنوية الاميركية للبنان كان يتراوح قبل الحرب بين ثلاثين واربعين مليون دولار. واوضح مسؤولون لبنانيون ان بلادهم بحاجة الى بضع مليارات الدولارات لاعادة اعمار القرى والبنى التحتية المدمرة او المتضررة جراء الهجوم الذي شنته اسرائيل ردا على قيام وحدة مسلحة من حزب الله في تموز/يوليو بخطف جنديين اسرائيليين في الجانب الاسرائيلي من الحدود بين البلدين. وربطت رايس المساعدة الاميركية الجديدة للبنان وغيرها من المساعدات المتوقعة خلال المؤتمر الذي تشارك فيه اربعون دولة ومؤسسة دولية بالجهود المبذولة دوليا لدعم حكومة السنيورة في الصراع على السلطة الذي تخوضه مع حزب الله وغيره من الاحزاب اللبنانية المدعومة من سوريا. وقالت رايس التي ستلتقي السنيورة صباح الخميس ان "احداث امس (الثلاثاء) تؤكد اكثر من اي وقت مضى على ضرورة ان توجه المجموعة الدولية رسالة تؤكد دعمها للحكومة اللبنانية المنتخبة ديموقراطيا". ونفذت المعارضة اللبنانية الثلاثاء اضرابا عاما تخلله قطع طرق رئيسية وفرعية ومواجهات اسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى و133 جريحا وذلك تصعيدا لاعتصام مفتوح في وسط بيروت بدأته في اول كانون الاول/ديسمبر بهدف اسقاط حكومة السنيورة واجراء انتخابات نيابية مبكرة. ووصفت رايس الاحتجاجات واعمال العنف بانها "غير مسؤولة" ورأت فيها "سعيا لاستفزاز (حكومة السنيورة) وتخويفها". وقالت انها تامل الا تعمل الاطراف اللبنانية الموالية لسوريا على "دفع لبنان الى نزاع مفتوح وقتل عدد من اللبنانيين الابرياء من اجل تحقيق اهدافها السياسية". وقدمت الولاياتالمتحدة للبنان حتى الان مساعدات حكومية بقيمة 231 مليون دولار منذ حرب الصيف مع اسرائيل بما فيها 39 مليون دولار من الآليات وتجهيزات الاتصالات ونظارات للرؤية الليلية والتدريبات للجيش اللبناني. وقال مسؤول كبير مرافق لرايس ان المساعدة الاميركية المباشرة ستقدم على مراحل وسترتبط بتقويم ما تم انجازه من خطة الاصلاح الخمسية التي قدمتها حكومة السنيورة التي تنص على زيادة بعض الضرائب وتخصيص قطاعي الكهرباء والهاتف الخليوي. واوضح المسؤول ان 280 مليون دولار من المساعدة الاميركية الجديدة ستكون على شكل تدريب وتجهيزات واسلحة صغيرة للجيش والشرطة فيما تستخدم 184 مليونا لتمويل قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل) المعززة التي نشرت في جنوب لبنان لتطبيق وقف الاعمال الحربية بين لبنان واسرائيل. كذلك كشف مسؤول اخر ان مجموعة من اصحاب الشركات الاميركية بينهم مدير شركة "انتل" ستعلن الخميس عن مشاريع استثمارات ضخمة في لبنان في مجالي التدريب والبنى التحتية للاتصالات. وعبرت رايس عن ثقتها ب"تصميم" السنيورة على تنفيذ خطة الاصلاحات خلافا للخطة التي اعلنتها بيروت عند عقد مؤتمر "باريس 2" في 2002 والتي لم توضع موضع التنفيذ.