تواصل فرق الاغاثة وعناصر الشرطة والجيش الاندونيسي مجهزين بزوارق مطاطية الاثنين مساعدة سكان جاكرتا الذين اجتاحت منازلهم الفيضانات التي اسفرت عن سقوط 20 قتيلا وتشريد نحو 350 الف شخص فيما لجأ بعض سكانها الفقراء الى احدى مقابر العاصمة الاندونيسية. وقال مسؤول في الوكالة الوطنية للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالكوارث "ان الاولوية تبقى اليوم لاجلاء الاشخاص في المناطق التي غمرتها الفيضانات في جاكرتا ونانجيرانغ وبيكاسي". فالفيضانات شلت مناطق واسعة من منطقة جاكرتا وبوغور وناجيرانغ وبيكاسي التي يسكنها اكثر من 20 مليون نسمة. وقد غادر العديد من سكانها منازلهم التي غمرتها المياه اما على مسطح عائم او سيرا على الاقدام في المياه الوحلية والملوثة التي غمرتهم احيانا حتى العنق. فيما بقي اخرون على الاسطح. والقت مروحيات الاحد المؤن في احياء عزلتها الفيضانات. وانقطع التيار الكهربائي بنسبة تزيد عن 20 في المئة في العاصمة كما شهدت حركة المرور وسكك الحديد ارتباكات. وغمرت المياه كذلك مستشفيين على الاقل مما اضطر الى نقل المرضى الى طوابق عليا. ودعا حاكم جاكرتا سوتييوسو السكان الى ترك منازلهم المغمورة بالمياه حفاظا على سلامتهم. ولم تبق بعض الاحياء الثرية والفنادق الفاخرة بالعاصمة جاكرتا في منأى عن الفيضانات لكنها سجلت معدلا قياسيا للحجوزات. وعند الطرف الاخر على المستوى الاجتماعي لجأ بعض السكان الفقراء في جاكرتا الى احدى مقابر العاصمة كما افاد مصور لوكالة فرانس برس. واقام رجال ونساء واطفال بين المدافن حيث نشروا ملابسهم المبللة وتقاسموا حصص الارز. وقد غمرت المياه بعض المدافن حيث ما زالت الامطار تهطل اليوم بصورة متقطعة. وحذر الاخصائيون في احوال الطقس من ان هطول الامطار لم ينته بعد. واكد اديسون غورنينغ من وكالة الارصاد الجوية والجيوفيزيائية "ان هذا الطقس سيستمر حتى نهاية شباط/فبراير على اقل تقدير". وفاضت ثلاثة انهر على الاقل وهي سيليونغ وبيسانغراهان وكروكوت. وفي هذه الاحياء تغطي المياه اكثر من الطابق الثاني من المباني. والفيضانات ظاهرة معتادة في العاصمة الاندونيسية لا سيما خلال موسم الامطار (كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير). واسفرت الفيضانات مطلع 2002 عن مصرع العشرات من الاشخاص ولجأ 300 الف الى المساجد والمدارس وحتى المقابر. وتعد مدينة جاكرتا 13 نهرا و78 منطقة كثيرة العرضة للسيول.