ينشط متطوعون ورجال الاغاثة الاحد في العاصمة الاندونيسية لمساعدة السكان العالقين بسبب الفيضانات الناجمة عن امطار غزيرة اسفرت عن مقتل 20 شخصا وتشريد نحو 200 الف. واعلن الناطق باسم شرطة جاكرتا ينتونغ يوغا انا لوكالة انتارا ان "الضحايا توفوا بسبب الامراض والبرد والصعق الكهربائي او جرفتهم السيول". وكانت الوكالة الوطنية للتخفيف من وقع مخاطر الكوارث افادت في حصيلة سابقة امس عن سقوط سبعة قتلى. ووضعت العاصمة في حالة استنفار ونشرت السلطات نحو 12600 رجل اغاثة اضافي للمساعدة في عمليات النجدة. واعلن يونتونغ يوغا انا "لدينا الكثير من الرجال لكننا نفتقر الى الزوارق المطاطية لاجلاء السكان". وتضررت ما لا يقل عن 122 منطقة في جاكرتا التي تعد عشرة ملايين نسمة من ارتفاع مستوى المياه وكذلك ثلاث مدن اخرى هي ديبوك وتنجيانغ وبيكاسي. وتضررت حتى الاحياء الفخمة مثل كمانغ. وبث التلفزيون المحلي صورا ظهر فيها منكوبون ينقلون من سطوح المنازل التي لجاوا اليها ومروحيات تلقي اغذية الى المناطق المعزولة عن العالم في شمال العاصمة. وشلت حركة السير في العاصمة الاندونيسية وما زالت عدة محاور اساسية مقطوعة. كما قطع التيار الكهربائي في المناطق المنكوبة وحرم نحو خمسة الاف شخص من الهاتف. وتحولت المساجد والمدارس وغيرها من المباني العمومية الى مراكز لاستقبال المنكوبين في حين اقرت السلطات بانها تلقى صعوبات في مواجهة هذه الكارثة الجديدة التي ضربت الارخبيل. ووزع متطوعون والعاملون في الهلال الاحمر الاندونيسي الاغذية على الاف النازحين. وحذر اديسن غورنينغ من مكتب الارصاد الجوية في جاكرتا من ان "هذه الاحوال ستستمر على الاقل حتى نهاية شباط/فبراير". والفيضانات ظاهرة معتادة في العاصمة الاندونيسية لا سيما خلال موسم الامطار (كانون الثاني/يناير شباط/فبراير). واسفرت الفيضانات مطلع 2002 عن مقتل العشرات من الاشخاص ولجأ 300 الف الى المساجد والمدارس وحتى المقابر. وجاكرتا غير مؤهلة لمخاطر الفيضانات المتزايدة نظرا لتناميها الفوضوي فوق المستنقعات. وتعد المدينة 13 نهرا و78 منطقة معرضة للسيول. وانتقد وزير البيئة رحمة فيتويلار العدد المتزايد من المباني في المجاري الطبيعية للسيول.