منعت الشرطة المصرية يوم الجمعة احتجاجا في الجامع الأزهر على أعمال الحفر الإسرائيلية قرب المسجد الاقصى واستخدمت الهراوات في ضرب عشرات المحتجين من المؤيدين لجماعة الاخوان المسلمين. وقال رجال شرطة للمحتجين الذين وصلوا إلى الجامع الأزهر لأداء صلاة الجمعة إن الجامع به أعمال ترميم ولن تقام فيه الصلاة لكن الصلاة أقيمت بعدد محدود من المصلين أغلبهم من كبار السن بعد توجه أغلب المحتجين إلى جامع الحسين وجوامع أخرى قريبة للصلاة. وحاول محتجون دخول الجامع الأزهر فطاردتهم الشرطة في شارع ضيق رددوا فيه هتافات منها "اشهد اشهد يازمان منعوا صلاة الجمعة كمان". وضربت الشرطة مصورا لرويترز بعصا ومنعته من التقاط صور. وكان مقررا تنظيم الاحتجاج الذي دعت إليه جماعة الإخوان المسلمين في الجامع الأزهر بعد صلاة الجمعة. وقال احد المصلين الشبان الذين منعوا من الدخول للجامع الازهر ان الشرطة "تفعل مثل اسرائيل تماما." واضاف "إنهم يسمحون بدخول كبار السن فقط" مشيرا الى اجراءات مماثلة تطبقها اسرائيل ضد المصلين الفلسطينيين احيانا مستندة إلى دواع أمنية. وردد محتجون "الصهاينة منعونا من الاقصى والطغاة منعونا من الأزهر." وطلبت الدول العربية من إسرائيل وقف أعمال الحفر في طريق صاعد يؤدي إلى باب المغاربة أحد أبواب الحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى قائلة إنها يمكن أن تلحق الضرر بأساسات ثالث الحرمين الشريفين. وقبل ساعات من إقامة الصلاة أقامت الشرطة حواجز كثيفة في شارع الأزهر المؤدي إلى الجامع للحد فيما يبدو من عدد المحتجين الذين يريدون الوصول إليه والذين تجاوز عددهم الألف. وقال شهود إن محتجين تجمعوا في شوارع ضيقة بعد خروجهم من جامع الحسين ورددوا هتافات منها "بالروح بالدم نفديك يا أقصى". وقال شاهد إن الشرطة حاولت تفريق المحتجين وضربت بعضهم. وأضاف أنها ألقت القبض على عدد من المحتجين. ولم يعرف على الفور ما إذا كان أفرج عنهم لاحقا. ورفع المحتجون لافتات كتب على إحداها عبارات "لا لهدم القدس. لا للصمت. لا للمحاكم العسكرية". وأحالت الحكومة يوم الثلاثاء خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين و93 آخرين من الأعضاء القياديين في الجماعة لمحاكمة عسكرية بتهم منها غسل الأموال والانتماء لجماعة محظورة. وألقت الشرطة القبض على الشاطر و931 من القياديين والنشطين في الجماعة بعد أحداث عنف وقعت في جامعة الأزهر تخللها استعراض شبه عسكري أجراه عشرات من طلاب الجماعة أمام مكتب رئيس الجامعة مما أثار تساؤلات بشأن ما إذا كانت لدى الجماعة تشكيلات شبه عسكرية لكن الجماعة نفت ذلك. وردد المتظاهرون هتافات تقول "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" و"حسبنا الله ونعم الوكيل". وحظرت جماعة الإخوان عام 4591 لكنها برزت كأقوى جماعة معارضة في مصر منذ نحو نصف قرن بعد الانتخابات التشريعية التي أجريت عام 5002 والتي شغلت فيها 88 مقعدا من مقاعد مجلس الشعب المكون من 454 مقعدا. ويخوض مرشحو الجماعة الانتخابات العامة كمستقلين تفاديا للحظر المفروض عليها لكن تعديلات دستورية ستصدر خلال شهور قد تفرض قيودا على ترشيحهم. وطوال أكثر من عام نظم مئات المعارضين احتجاجات عقب صلاة الجمعة في الجامع الأزهر على حرب العراق أو الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين أو السياسة الداخلية لمصر. وحاولت الحكومة خلال الأسابيع الماضية إصدار قرار بمنع المظاهرات في المساجد بهدف منع الاحتجاجات في الأزهر فيما يبدو. وقال العضو القيادي في جماعة الإخوان المسلمين جمال نصار لرويترز معقبا على منع المحتجين من دخول الجامع الأزهر "إنها لمأساة." وأضاف "كان الواجب أن تقف حكومة مصر إلى جانب إخوانها الفلسطينيين." ومنعت الشرطة يوم الأحد مئات من أعضاء جماعة الإخوان من دخول مبنى نقابة الصحفيين الذي كان يعقد به احتجاج على اعتقال الصحفي أحمد عز الدين الذي ينتمي للجماعة.