أبدى عدد من المصلين استياءهم من قيام جهاز أمن الرئاسة بمنعهم من دخول مسجد السيدة زينب في القاهرة لحضور الجزء الأول من خطبة صلاة الجمعة مع الرئيس المصري محمد مرسي، فيما أبدى قسم آخر تفهّمه للإجراءات الأمنية. وأفاد مراسل لوكالة "الأناضول" للأنباء أن أبواب المسجد مفتوحة منذ صباح الجمعة، وسمح الأمن للمصلين بدخوله بعد الخضوع لإجراءات أمنية والمرور عبر البوابات الإلكترونية الموزعة على جميع مداخله، وبعد حضور مرسي وصعود الخطيب إلى المنبر، أغلقت جميع الأبواب قبل امتلاء المسجد؛ مما أدى إلى تكدس المصلين أمام المداخل. وأظهر العديد من المصلين استياءهم من خلال تعبيرات ناقدة للرئيس ولأمن الرئاسة ومنها: "ما فيش فايدة.. مرسي مش فارق عن مبارك (الرئيس السابق حسني مبارك)"، وانصرف عدد منهم للصلاة في مساجد أخرى. وقال أحد المصلين مخاطبًا أحد مسؤولي الأمن: "ألم يقل الرئيس مرسي لن أحتاج إلى أمن يحميني.. أين هو من هذا الكلام؟" كما أظهر آخرون ضيقهم من كثرة أعداد أفراد الأمن الذين انتشروا حول المسجد وفي الشوارع المحيطة به. وفي المقابل، أبدى قسم آخر من المصلين تفهّمهم للإجراءات الأمنية، معتبرين غلق أبواب المسجد لفترة ضرورة أمنية "لابد للجميع أن يتفهمها". وعند نهاية الجزء الأول من الخطبة، ومع ازدحام المصلين عند الأبواب وتدافعهم اضطر أمن الرئاسة إلى فتح الأبواب والسماح للمصلين بالدخول للمسجد دون أي إجراءات أمنية. وأثناء قيام فريق وكالة "الأناضول" بعمله، قام أمن الرئاسة بمصادرة كاميرا الوكالة، ومسح جميع ما كان عليها من "فيديوهات" سواء ما تم تصويره داخل أو خارج المسجد، كما رفض أفراد الأمن قيام الفريق بمتابعة عمله، بدعوى أن ذلك "غير مسموح". وألقى خطبة الجمعة عبد الرحمن البر، عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، وخصصها للحديث عن صفات الحاكم العادل، ودور العدل في إصلاح حال الشعب. وفي إشارة إلى قيام بعض المصلين بالوقوف تحية لمرسي والهتاف له عند دخوله المسجد عدة مرات، قال البر بعد صعوده المنبر: "قد أشار لي الرئيس مرسي قبل صعودي إلى المنبر بأن أؤكد على حرمة المساجد، وألا يقوم أحد في المسجد بالتصفيق أو التهليل أو القيام لأحد كائن ما كان، فإن للمساجد حرمة". وغادر مرسي المسجد سريعًا عقب الصلاة دون أن يتوقف لإلقاء كلمة على المصلين كما اعتاد في مواقف مماثلة، وشهدت الشوارع انسيابًا مروريًا قبل وبعد الصلاة؛ حيث تم إغلاق أحد الشوارع المؤدية للمسجد ثم فتحه مجددًا. وسبق أن أبدى مصلون ضيقهم من الإجراءات الأمنية المحيطة بالرئيس مرسي خلال صلاة الجمعة؛ حيث شكا البعض من منعهم من دخول مسجد عمرو بن العاص الذى أدى فيه الرئيس المصري صلاة عيد الفطر والسماح لعدد محدود منهم فقط بالدخول إلي ذلك المسجد الكبير. (الأناضول)