بعد يومين على توقيعها اتفاقاً مع الهند لتطويق خطر اندلاع حرب نووية بالخطأ، أجرت باكستان تجربة على نسخة متطورة عن صاروخ «شاهين 2»، هو السادس في سلسلة صواريخها المسماة «حتف» أي الموت. ويبلغ مدى الصاروخ ألفي كيلومتر، وهو قادر على حمل رؤوس نووية. وجاء الإعلان عن التجربة مقتضباً، اذ لم يفصح بيان للجيش عن مكان اجرائها، أو ماهية التحسينات التي أدخلت على الصاروخ منذ تجربته في نيسان (أبريل) العام الماضي. وأشار بيان الجيش الباكستاني الى ان الصاروخ الذي يطاول مداه غالبية المدن الهندية، يتمتع بدقة شديدة في الاصابة. ورأى محللون ان التجربة الصاروخية تحمل رسالة للداخل والخارج، مفادها أن حكومة الرئيس برويز مشرف ولو كانت تسعى الى الحوار وتحسين العلاقات مع الهند، إلا أنها لن تتخلى عن قدراتها الاستراتيجية وتفاوض للسلام من موقع القوة، كما أشار البروفسور خالد محمود الخبير في معهد الدراسات الإقليمية. في الوقت ذاته، انتقدت نيودلهي إسلام آباد ل «تجاهلها» نشاط الجماعات المتهمة بالعنف في كشمير، اذ أشار الرئيس الهندي عبد الكلام الى ان تحسين العلاقات مع باكستان «يبقى رهينة في أيدي الجماعات المسلحة في باكستان، وقدرة إسلام آباد على ردع هذه الجماعات التي تحاول تخريب عملية السلام» بين البلدين. وكانت مصادر رسمية هندية لمّحت إلى إمكان تورط جماعات مسلحة باكستانية بتفجير «قطار السلام» بين البلدين، قبل أربعة أيام، ما اسفر عن 68 قتيلاً معظمهم من الباكستانيين أثناء عودتهم إلى بلادهم بعد زيارة لأقاربهم في الهند. وعرضت باكستان على الحكومة الهندية المشاركة في التحقيق، لكن عرضها قوبل بالرفض.