أكدت مصادر متطابقة أمس أن سبعة أشخاص، بينهم أربعة روس، قتلوا مساء السبت بانفجار استهدف حافلة تابعة لشركة «سترو ترانس غاز» الروسية في ولاية عين الدفلى غرب الجزائر. وأشارت إلى أن الاعتداء أدى إلى جرح ما لا يقل عن ثمانية آخرين، بينهم أوكرانيان وروسيان. وأكدت موسكو وقوع الهجوم الذي لم تعلق عليه السلطات الجزائرية. واستهدف الهجوم حافلة كانت تقل 12 من عمال الشركة الروسية المكلفة مد أنابيب الغاز بين عين الدفلى (150 كلم غرب العاصمة) وولاية المدية المجاورة (90 كلم جنوب). وانفجرت قنبلة شديدة المفعول زرعها مجهولون على جانب الطريق لدى مرور الحافلة في منطقة حيوني. ورجحت مصادر أمنية أن تكون وراء الاعتداء سرايا تنشط تحت لواء «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي تحولت إلى «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن وزارة الخارجية الروسية تأكيدها وقوع الحادث. وأشارت الوزارة في بيان إلى أن الحافلة كانت تحميها مجموعة من رجال الشرطة، مؤكدة أن سفارتها تتعاون «في شكل وثيق» مع السلطات الجزائرية في التحقيق. وأفادت مصادر محلية أن الجيش شن على الفور عملية تمشيط في أحراش المنطقة الجبلية وأرسل تعزيزات على متن شاحنات إلى منطقة الاعتداء. وهذا هو الهجوم الثاني الذي يستهدف أجانب في الجزائر منذ اعتداء على حافلة كانت تقل موظفي «براون أند روت كوندور» التابعة لشركة «هاليبرتون» الأميركية في منطقة بوشاوي غرب العاصمة نهاية العام الماضي، أسفر عن مقتل شخصين وجرح ثمانية، وتبنته آنذاك «الجماعة السلفية للدعوة والقتال». إلى ذلك، أكد رئيس الحكومة الجزائرية عبدالعزيز بلخادم أن السلطات البريطانية أوقفت مدير «بنك الخليفة» رفيق عبدالمؤمن خليفة المقيم في لندن منذ مطلع العام 2003، الذي يحاكم غيابياً في الجزائر بتهمة التسبب بخسائر تقدر بما بين 1.5 إلى 5 بلايين دولار للدولة وعملاء مصرفه بين العامين 1998 و2003. وقال بلخادم للصحافيين أمس على هامش افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الأمة (الغرفة الثانية في البرلمان): «تم بالفعل توقيف عبدالمؤمن خليفة من طرف السلطات البريطانية». وشدد وزير الداخلية يزيد زرهوني على أنه «لا يمكن أن يكون هناك تعاون جدي بين الجزائر وبريطانيا في مجالات أخرى، إذا لم نتمكن من تسوية... قضية تسليم خليفة». واعتبر أن «البريطانيين شعروا بضرورة التحرك في شأن هذا الملف». وكانت صحف جزائرية أكدت أمس أن خليفة المطلوب بتهمة تبييض الأموال أيضاً، اعتقل الثلثاء الماضي في لندن بسبب «الإقامة غير المشروعة». لكن ناطقاً باسم الشرطة البريطانية أكد أمس أن «رجال شرطة وحدة الجريمة الاقتصادية أوقفوا في 27 شباط (فبراير) رجلاً في الأربعين من عمره للاشتباه بأنه يقوم بتبييض أموال». واوضح أنهم «أفرجوا عنه بكفالة على أن يتقدم إلى مركز الشرطة في لندن في العشرين من آذار (مارس) الجاري». وأكد أن «التحقيق متواصل».