بدأت السلطات الجزائرية أمس تحقيقات موسعة في اعتداء نفذه مسلحون مجهولون بالقنابل والرصاص ضد حافلتين تقلان موظفين في شركة تابعة ل «هاليبرتون» الأميركية وأسقط قتيلاً وتسعة جرحى، معظمهم أجانب، فيما دعت الولاياتالمتحدة رعاياها في الجزائر إلى اتخاذ احتياطات أمنية لدى تحركهم في البلاد, كما قصرت تحركات موظفي سفارتها على «الأعمال الرسمية» حتى إشعار آخر. وقال مصدر رسمي جزائري إن الاعتداء الذي استهدف حافلتين تقلان موظفين في شركة «براون رود كوندور» التي تملكها «هاليبرتون» مناصفة مع شركة حكومية جزائرية، أدى حسب حصيلة رسمية إلى مقتل سائق إحدى الحافلتين، وهو جزائري، وجرح تسعة هم أميركي وأربعة بريطانيين ولبنانيان وكندي وجزائري. ولفت إلى أن مهندساً لبنانياً بين الضحايا يرقد في حال حرجة للغاية بعد تعرضه لوابل من الرصاص. ولفت بيان لوزارة الداخلية إلى أن قنبلة محلية الصنع انفجرت في الحافلة التي كان يقودها القتيل لدى مرورها عصر أول من أمس في منطقة بوشاوي (15 كلم غرب العاصمة)، قرب المربع الأمني الذي يضم غالبية المؤسسات الحكومية. وذكرت الوزارة أنها فتحت تحقيقاً أمنياً وقضائياً «لتحديد طبيعة ومصدر هذه العبوة الناسفة» التي ألقاها مسلحون مجهولون على الحافلة، على رغم أن دراجات نارية كانت تؤمن الحافلتين. وفر المسلحون قبل أن تطوق قوات التدخل السريع والدرك وفرقة من الجيش غابة بوشاوي، حيث سمعت أصوات تبادل النار حتى ساعة متأخرة من ليل أول من أمس. وفي غضون ذلك، قررت السفارة الأميركية في الجزائر إلغاء مؤتمر صحافي كان مقرراً أن تعقده مساء أمس مسؤولة أميركية مكلفة ملف التعاون الاقتصادي. وحضت مواطنيها على مراجعة إجراءات أمنهم. وقالت في بيان إنها ستقصر نشاط موظفيها على «الأعمال الرسمية، مع تقويم الوضع» وستبقي ابوابها مفتوحة للأعمال القنصلية. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر أمني جزائري أن السلطات تعمل على نظريتين افتراضيتين. وقال المصدر: «إذا كان هذا الهجوم عملاً إرهابياً، فهذا يشير إلى أن الشركة التابعة لهاليبرتون استُهدفت لدورها في العراق، فهي تعتبر مؤسسة نهبت الثروات العراقية... أما إذا كان عملاً إجرامياً، فهذا سيعني أن المافيا المحلية تريد إعاقة الانفتاح الاقتصادي. هذه المافيا تريد استمرار الوضع الراهن والحفاظ على وضع الاحتكار».