أجرت بريطانيا يوم الخميس أول محادثات مع زعيم من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وأوفدت أحد دبلوماسييها للاجتماع مع رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية لبحث جهود اطلاق سراح مراسل هيئة الاذاعة البريطانية المختطف في غزة. وقال دبلوماسي بريطاني ان القنصل العام البريطاني في القدس ريتشارد بيسميكر الذي حضر الى مكتب هنية في غزة "سيناقش فقط حادث الخطف" وان هذا الاجتماع لا يمثل اي تغيير في سياسة الاتحاد الاوروبي. ويقاطع الاتحاد حماس ويعتبرها منظمة ارهابية الى أن تنبذ العنف وتعترف باسرائيل وتقبل اتفاقات السلام المؤقتة. ولم تستجب حماس للشروط الثلاثة لرباعي الوساطة في الشرق الاوسط الذي يضم الولاياتالمتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا. وقال الدبلوماسي "هذا لمجرد مناقشة حادث الخطف ولا يمثل اي تغيير في السياسة". وخطف الصحفي الان جونستون الذي يعمل مراسلا لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) من سيارته يوم 12 مارس اذار وطالت فترة احتجازه عن الصحفيين الاجانب الاخرين الذين سبق خطفهم في القطاع الساحلي ثم افرج عنهم في وقت لاحق دون ان يمسهم سوء. ولم تعلن أي جهة المسؤولية عن خطف جونستون كما لم تعرف أي معلومات عن مصيره رغم تعهد حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية بالعثور عليه. وصرح مسؤول اسرائيلي كبير بأن اجتماع يوم الخميس يقوض المساعي الامريكية والاسرائيلية لعزل الحركة الاسلامية وقد يبعث برسالة لحماس بأنها قد تحقق مكاسب من الناحية الدبلوماسية اذا خطف أجانب. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "هذا يقوض سياستنا ويفتح الباب لمزيد من عمليات الخطف." وتريد اسرائيل من القوى الغربية ابقاء الحظر الدولي على تقديم المساعدات لحكومة الوحدة بقيادة حماس والتي تشكلت الشهر الماضي بمشاركة حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محود عباس. لكن الولاياتالمتحدة وفي تحرك نادر اختلفت مع الموقف الاسرائيلي قائلة انها ستجري اتصالات غير رسمية مع الوزراء الذين لاينتمون لحماس. واتخذت بريطانيا وبعض الدول الاوروبية الاخرى نهجا مماثلا. وذكر دبلوماسيون غربيون أن هناك تفاهما عاما منذ وصول حماس للسلطة في مارس اذار 2006 بأن من الممكن تخفيف سياسة عدم اجراء اتصالات مع الحركة في الحالات الطارئة للغاية مثل عمليات الخطف. وأطلق الحراس في المجمع الرئاسي لعباس في قطاع غزة النار في الهواء في الوقت الذي نظم فيه نحو 60 صحفيا مسيرة احتجاج مطالبين السلطات ببذل المزيد للافراج عن جونستون وضمان عمل وسائل الاعلام بأمان في القطاع. ولم يصب أحد وقال رئيس الحرس الرئاسي في وقت لاحق انه أمر باعتقال من فتح النار. وقال عباس للصحفيين بعد اجتماعه مع هنية ان السلطات لن تهدأ قبل اطلاق سراح "الصحفي الصديق" وعودته الى اسرته وستعمل على ضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث. من نضال المغربي