في الوقت الذي طالب فيه برلمانيون بريطانيون ومحللون إسرائيليون بالتواصل مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإعطائها فرصة، خاصة بعد دورها في إطلاق سراح الصحفي البريطاني آلان جونستون، أشادت عدة صحف غربية بهذا الدور، واعتبرته خطوة من حماس تمهد لقبولها دوليًّا. وطالب عدد من أعضاء البرلمان البريطاني بإقامة علاقات جديدة مع حماس، حيث وقع 20 برلمانيًّا من مختلف التوجهات السياسية عريضة لمناقشتها في مجلس العموم، مفادها أن الدعم الدولي الذي يحصل عليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس يجب ألا يعيق الاتصال بحماس. ورحّب البرلمانيون بدور حماس في إطلاق سراح جونستون مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الذي اختطفته جماعة "جيش الإسلام" من أحد شوارع غزة في مارس الماضي. واكتفى وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند بالإشادة "بالدور المهم" الذي لعبه رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية وحماس في قضية جونستون. وبريطانيا مثل غيرها من القوى الغربية ترفض التعامل مع حماس وتفرض عليها حصارًا ماليًّا منذ وصولها للسلطة في مارس 2006. وتطالب اللجنة الرباعية للسلام بالشرق الأوسط (الولاياتالمتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والأمم المتحدة) حماس بنبذ "العنف"، والاعتراف بإسرائيل، والالتزام بالاتفاقات الموقعة بين السلطة الوطنية الفلسطينية والدولة العبرية. ويعتبر الغرب حكومة الطوارئ التي شكلها الرئيس عباس بالضفة الغربيةالمحتلة -بعد أن أقال حكومة الوحدة الوطنية برئاسة إسماعيل هنية- السلطة الشرعية الوحيدة للفلسطينيين. وجاءت إقالة هنية بعد سيطرة حماس على قطاع غزة يوم 14-6-2007. وترفض حماس الاعتراف بحكومة الطوارئ، وتعتبرها غير شرعية. وترافق طلب البرلمانيين البريطانيين مع دعوة المحلل السياسي الإسرائيلي درور زئيفي إلى منح حماس فرصة لتعرض ما لديها حتى يمكن التوصل لاتفاق معها. وتحت عنوان "أعطوا حماس فرصة" قال زئيفي في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية اليوم: "سيكون من الخطأ مقاطعة حماس.. من الحكمة الاستماع لما يريد قادتها قوله ومحاولة التوصل لاتفاق معها". وأضاف أن "النداءات المتهورة أعمتنا عن النظر للجوانب الإيجابية لحماس". واعتبر أن "حماس على ما يبدو تعيش ضائقة، وقادتها يؤكدون استعدادهم للتوصل إلى تسوية مقابل فتح المعابر ونقل المواد الغذائية" إلى القطاع. وتابع: "في رأيي حماس لديها فرصة معقولة للنجاح لسوء الحظ بشكل أكبر من الرئيس محمود عباس في الضفة الغربية". وأكد الخبير الإسرائيلي أنه بعد سنوات من الخمول في ظل الرئيس عباس بدأت حماس عبر زعيمها ومجلس وزرائه في استعادة النظام بغزة. وبعد سيطرة حماس على غزة اعتبر عدد من كبار الضباط بقيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه يتعين على إسرائيل الاتصال بالحركة؛ إذ إنه "قد يكون من المتعذر تجاهل الوضع الجديد المتبلور في غزة"، وفق ما نقلته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية يوم 14-6-2007. خطوة للأمام وزخرت الصحف الغربية اليوم بمقالات تشيد بدور حماس في إطلاق سراح جونستون، معتبرة أنه خطوة نحو تحول الحركة لقوة مقبولة دوليًّا وقادرة على فرض الأمن في غزة. فمن بين الصحف البريطانية قالت صحيفة "ديلي ميل": إن حماس بهذا الدور اتخذت خطوة للأمام لكي تصبح مقبولة لدى "العالم المتحضر". وذهبت "ذا جارديان" إلى أن "حماس كسبت دعمًا في الانتخابات (التي فازت بها في يناير 2006) والآن تثبت أنها قادرة على الحكم". كما اعتبرت "ذا إندبندنت" أن "تحرير جونستون يشير إلى أن حماس قوة نافذة، وربما لو منحت الفرصة فستكون قادرة على إعادة الأمن لغزة المضطربة". وامتدت الإشادة بحماس إلى الصحف الأمريكية؛ إذ رأت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" نجاح الحركة في إطلاق سراح جونستون "تأكيدًا على أنها قوة فائقة في السيطرة على القطاع". كما اعتبرت "نيويورك تايمز" أن حماس بهذا الدور أعادت إسماعيل هنية -رئيس الوزراء المقال وأحد قيادات الحركة- إلى الأضواء أمام المجتمع الدولي. 6 جويلية 2007