نظم مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية لقاء ضم عددا من الباحثين الأردنيين، والأميركيين والإسرائيليين والمصريين واللبنانيين، والأوروبيين، والإيرانيين والسعوديين، انصب على بحث مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي، وقد شارك فيه على مدى ايام الجمعة والسبت والأحد، الدكتور عبد الإله الخطيب وزير خارجية الأردن، وطاهر المصري رئيس الوزراء الأسبق، وشخصيات أخرى. وشارك في اللقاء شخصية بارزة مثل راؤول غريشت وهو من أهم منظري "نيو كون"، وككاتب ومحلل في معهد انتربرايز، أعطى سخونة للحوار حيث يمثل معهد جمهوري ويعد من أهم مفكري المحافظين الجدد، وميشيل روبن من نفس الوجهة، اضافة إلى كينث وينستين من معهد هادسون، وكذلك أهم كاتب عامود صحفي في "نييورك تايمز" ديفيد بروكس، وأحد أبرز مقربي الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون الباحث فيليب جوردن، ورونالد أسمس من مركز مارشال الألماني الأطلنطي في بلجيكا، وفريدريك كاغان من المحافظين الجدد، والايراني انوش اهتيشامي بصفته مدرس في جامعة درهام البريطانية، ومايكل اورين من مركز شاليم في القدس وميتشيل روبن . ومن الأردن شارك منذ الافتتاح إلى اليوم الأخير في الجلسات كل من رئيس الوزراء الاردني الاسبق العين طاهر المصري، ووزير الخارجية الأردني عبد الإله الخطيب، ورئيس الجامعة الاردنية الدكتور عبد الرحيم الحنيطي، والدكتور مصطفى حمارنه رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية المنظم للمؤتمر، ووزير الثقافة اللبناني الأسبق غسان سلامه. ومن السعودية الناشط المعروف جمال خاشقجي الذي يعد من الشخصيات الإعلامية المؤثرة في السعودية، ومن مصر الباحث مدير مركز الاهرام جمال سلطان Kوالدكتور حسن نافعة مدير منتدى الفكر العربي الذي يرأسه الأمير حسن ولي عهد الأردن الأسبق، والباحث الفلسطيني الكتور خليل الشقاقي المدرس في جامعة براندايز الأميركية، ومدير مكز السياسات والبحث في رام الله، وحسن أبونعمه السفير الاردني السابق في الأممالمتحده، ورئيس مركز دراسات التعايش الديني في الأردن، ورئيس مركز الشرق الاوسط لاستطلاعات الرأي والأبحاث طوني صباغ، ومجموعة من الباحثين في مركز الدراسات بينهم ابراهيم سيف ومحمد المصري ولؤي السعدي ومحجوب الزويري ونواف سعيد التل، والصحافيين جورج حواتمه ورنا صباغ وسمير الحياري. النقاش، وفقا لمن حضر اللقاء، كان شديدا بين لحظة وأخرى، وبدا واضحا تمسك كل طرف برأيه، إذ "وقف مجموعة من المفكرين العرب في صف البحث عن السلام دون الإلتفات إلى ما يمكن أن يعكر جو التفاهم المنشود بين الفرقاء في المنطقة". ويعتقد مشاركون بارزون في المؤتمر أن الخلاف الحقيقي يكمن في القيم وصراع الحضارات رغم تمسك الجانب البحثي العربي في عدم وجود ازمة لقبوله بالآخر، دون الإلتفات الى مسألة الدين والمعتقد التي ظل باحثون واعلاميون يرونها السبب الرئيس في الخلاف بين الأطراف المعنية بالصراع. وزير الخارجية الاردني عبد الاله الخطيب شرح ا للحضور بإسهاب نتائج القمة العربية المنتهية للتو في الرياض، واستعرض تحديدا الدور الأردني في عقد الإجتماع العربي دوريا وأهمية الجهوذ التي بذلها الملك الاردني عبد الله الثاني من أجل الخروج بقرارات ذات بعد يخدم القضية المركزية، وهي المسألة الفلسطينية، ومبادرة السلام العربية، ومارافقها من تداعيات وضرورة استغلال الظروف الدولية المحيطة في الأمر بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم حركة "حماس" وغيرها من الأطياف السياسية والمنظمات التي تشكل البانوراما الفلسطينية. وقدم الوزير الذي اقام حفل عشاء للمشاركين عقب عودته من العاصمة السعودية، تفصيلا لما أنجز على أرض الواقع سواء جهود المملكة العربية السعودية أو مصر والاردن ودول عربية اخرى كان لها الأثر البالغ في نتائج القمة وحيثيات اللقاء العربي. وقال إن الخطاب الأردني تضمن ضرورة مخاطبة الجمهور الإسرائيلي، وليس فقط الحكومة. ونوه إلى أنه تم تفعيل عمل اللجنة المشكلة منذ تشكيلها دون أن تؤدي الدور المناط بها بصورة فاعلة، حيث تم شحن اللجنة الآن بمرونة أكبر من أجل تحقيق انجازات على ارض الواقع، وهو ما يعتبره الخطيب انجازا ملموسا لقمة الرياض. وأبرز الوزير الدور الفلسطيني في الرياض وأهمية دعم الأشقاء الفلسطينيين، وهو ما ركز عليه الرئيس عباس، اضافة إلى تأييد حكومة الوحدة ... وتحدث الخطيب حول العراق ولبنان ومشكلات المنطقة وأن الحل يكمن في القضية الفلسطينية، وهو ما أشار إليه الملك عبد الله مرارا وتكرارا امام كل المحافل واخرها خطاب الكونغرس والقمة. وعلم أن القمة العربية تضمنت اعتذارا صريحا وواضحا من الجانب السوري للمملكة العربية السعودية، وذلك خلال لقاء محدود الوقت جرى بين الزعيمين السعودي والسوري، وأن لقاءا بروتوكوليا تم بين الملك عبد الله الثاني والرئيس السوري. وترى اطياف عربية في القمة أن الحديث عن اللاجئين أمر مبالغ فيه، وهو مالم يتحدث فيه الوزير بصورة كبيرة خلال مؤتمر البحر الميت. وقدم الباحث الدكتور محمد المصري ورقة عمل رئيسة للمؤتمر تعلقت بالصراع العربي الإسرائيلي والسلام في المنطقة من منظور علمي تداول الحضور في اهمية الورقة وما يمكن أن تؤدي الى ايجاد ارضية تكون رافعة لأطر من الفهم بين الطرف الفلسطيني والإسرائيلي بدعم اميركي ونية مكرسة لايجاد حل عادل. وشارك رئيس الوزراء الاردني الأسبق طاهر المصري في جملة نقاشات تركزت على اهمية الحوارات الدائرة بين رجال الإعلام والبحث في اطار اكاديمي وربما شعبي اوسع للخروج بمكون يخدم انهاء الصراع الذي بات يشكل ذنبا يرتكبه الساسة فيما اذا بقوا صامتين امام مايجري من خلاف على أرض الواقع ويولد الكراهية ولا يخدم الأجيال المتعطشه للسلام والأمن في منطقة ملتهبة منذ سنين. وترأس العين المصري جلسة دار خلالها نقاش مستفيض حول اوراق عمل وافكار تعلقت بالمؤتمر الذي يضم نخبة من الباحثين الأميركيين واطياف الخلاف في الشرق الاوسط. وقال د.حمارنه إن لقاءا واحدا لايكفي، وأنه لا بد من تكثيف الإتصالات ومحاورة الخصوم المحافظون الجدد وأن هذه المسألة تخدم القضايا العربية، وإن كان اللقاء بحسب الحمارنه على قدر كبير من الأهمية، وأن النتائج سيتم توزيعها على المستويات الثقافية والسياسية في العالم العربي والغربي والولايات المتحدة الأميركية. كما سينشر على موقع المركز الالكتروني قريبا.