تعهد السودان بأن يرد بشكل صارم قد يتضمن عملا عسكريا على ما وصفه بهجوم للجيش التشادي أسفر عن مقتل 17 جنديا سودانيا مع تبادل الاتهامات بين الدولتين بشن هجوم عبر الحدود. وقالت تشاد إن قواتها المسلحة اشتبكت مع القوات السودانية بعد تعقب متمردين يدعمهم السودان عبر الحدود يوم الاثنين. وفي تراجع عن نفي سابق قال وزير الاعلام التشادي هورماجي موسى دومجور إن الجيش التشادي استخدم "حقه في المطاردة" لتعقب المتمردين عبر الحدود إلى داخل السودان حيث قال ان القوات السودانية كانت تحميهم. ومثل الحادث تدهورا شديدا في العلاقات المضطربة بين الدولتين التي شابها امتداد العنف من اقليم دارفور بغرب السودان إلى الاراضي التشادية. وقالت وكالة السودان للانباء إن وزارة الخارجية السودانية استدعت سفير تشاد بسبب "هجمات بلاده على الجيش السوداني". ومع اشتداد المواجهة قالت الاممالمتحدة إن قرابة 400 شخص قتلوا في تشاد في هجمات عبر الحدود شنتها ميليشيا الجنجويد السودانية قبل عشرة أيام ووصف مسؤول بالاممالمتحدة زار المنطقة الوضع هناك بأنه مروع. وقال إن الهجمات خلفت جثثا متحللة متناثرة ورمم حيوانات نافقة ومئات من البيوت المحترقة كما توفي مزيد من الناس ولاسيما من صغار السن والمسنين بسبب الانهاك والجفاف في نزوح جماعي. وتحادث داي بينجو نائب وزير الخارجية الصيني ونظيره الامريكي جون نيجروبونتي هاتفيا في تكثيف للجهود الدبلوماسية لحل مشكلة دارفور. ووصل رئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي إلى الخرطوم يوم الثلاثاء لإجراء محادثات مع نظيره السوداني عمر حسن البشير ومن المتوقع أن يبحث معه مسألة دارفور. وقالت تشاد إنها ألحقت الهزيمة بقوة كبيرة من المتمردين عبرت الحدود قادمة من السودان يوم الاثنين في محاولة لزعزعة استقرار حكومتها. ولكن الخرطوم اتهمت الجيش التشادي بالتوغل في أراضي السودان وقتل قواته. وقال متحدث باسم الجيش السوداني طلب عدم نشر اسمه "سيكون رد السودان قويا. سندرس كل خيارات الرد سواء السياسية أو الدبلوماسية أو العسكرية." ويأتي ذلك بعد شهرين فقط من التوصل إلى اتفاق عدم اعتداء وقعه الرئيس التشادي ادريس ديبي والبشير في العاصمة الليبية طرابلس في محاولة لتهدئة التوترات الاقليمية المتصاعدة. واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية علي الصادق تشاد بانتهاك الاتفاق. وقال إن السودان يريد علاقات سلمية ولكن جيشه سيبقى متأهبا للحيلولة دون وقوع مثل هذه الاعمال. وتابع أن من الواضح أن تشاد تصعد المشاكل. وتسببت الحرب في دارفور التي مضى عليها أربعة أعوام وأدت إلى سقوط ما يقدر بنحو 200 ألف قتيل في فرار مئات الالاف من اللاجئين إلى تشاد وهو ما دفع الاممالمتحدة إلىا دراسة نشر قوة لحفظ السلام في منطقة شرق تشاد التي تعمها الفوضى. وتتهم نجامينا السودان بدعم المتمردين التشاديين المتمركزين في دارفور بينما تشن ميليشيا الجنجويد السودانية غارات في شرق تشاد. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة الاسبوع الماضي إن السلطات التشادية أفادت بشكل أولي بسقوط ما لا يقل عن 65 قتيلا في هجومين على قريتين بشرق تشاد في 31 مارس اذار. لكن بعد زيارة مجموعة من وكالات الاممالمتحدة للمنطقة يوم الاحد أفادت تقديرات جديدة بسقوط زهاء 400 قتيل. وصرح رون ردموند المتحدث باسم المفوضية في مؤتمر صحفي بأن "تقديرات عدد القتلى... تتراوح الان بين 200 و400. ولأن معظم القتلى دفنوا في المكان الذي عثر فيه على جثثهم... فقد لا نعرف أبدا عددهم على وجه الدقة." وعثر فريق الاممالمتحدة على جثث متحللة في القريتين اللتين احترقت فيهما مئات المنازل تماما وتنبعث فيهما "رائحة نتنة للغاية" من رمم الحيوانات النافقة. وأفادت مفوضية الاممالمتحدة بأن كثيرا ممن نجوا من الهجوم توفوا في الايام التالية نتيجة للاجهاد الشديد والاصابة بالجفاف غالبا اثناء محاولة الهرب. وفي الاتصال الهاتفي بين نجروبونتي ونظيره الصيني الذي جرى في ساعة متأخرة من الليلة الماضية ناقش الاثنان الخطة التي طرحها الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان لنشر قوة مختلطة من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي لحفظ السلام في دارفور. ومن المتوقع ان يزور نجروبونتي السودان حاملا رسالة صارمة من واشنطن التي هددن باجراءات جديدة في مسعى لوضع حد لمعارضة الخرطوم لارسال قوة دولية لدعم قوات الاتحاد الافريقي.