هدد متحدث باسم الجيش السوداني اليوم الثلاثاء، ان السودان سيرد بشکل صارم على هجوم شنته قوات الجيش التشادي، والذي أسفر عن مقتل 17 جنديا سودانيا، مؤكدا أن القيام بعمل عسکري من الخيارات المطروحة. وقالت تشاد إنها تصدت لهجوم کبير للمسلحين شن من السودان أمس الاثنين لزعزعة استقرار حکومتها، ولکن الخرطوم اتهمت الجيش التشادي بقتل قواتها. وقال المتحدث باسم الجيش السوداني: إن رد السودان سيکون قويا، مضيفا: ان السودان يدرس کل خيارات الرد، سواء السياسية أو الدبلوماسية أو العسکرية. وتمثل هذه الاتهامات تدهورا في العلاقات المضطربة بين السودان وتشاد والتي تشوبها أعمال عنف عبر حدود دارفور بالسودان. وقال وزير الاعلام التشادي هورماجي موسى دومجور إنه جرى التغلب على قافلة تضم 200 سيارة، تقل مسلحين من السودان بعد مهاجمة مواقع للجيش في قرية الدجيرما الحدودية. وتابع: أن ثمانية جنود تشاديين على الأقل وعددا من المسلحين قتلوا. ويأتي ذلك بعد نحو شهرين من توقيع الرئيس التشادي ادريس ديبي والرئيس السوداني عمر حسن البشير على اتفاق بعدم الاعتداء في العاصمة الليبية طرابلس في محاولة لتهدئة التوترات الإقليمية المتصاعدة. واتهم علي الصادق المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية تشاد بانتهاك الاتفاق، وقال: إن السودان يريد علاقات سلمية، ولکن جيشه سيبقى متأهبا للحيلولة دون وقوع مثل هذه الأعمال، وتابع: أن تشاد تصعد بوضوح المشاکل. في غضون ذلك قال المتحدث باسم الخارجية الصينية كين غانغ إن الدول التي تتوسط في مسألة دارفور قد تلقت من الحكومة السودانية ردودا إيجابية بشأن تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع الأمين العام السابق للامم المتحدة. وأضاف غانغ: أن الرئيس السوداني عمر البشير أعرب عن قبوله بالخطة التي تم الاتفاق عليها في نوفمبر الماضي مع الأمين العام السابق للمنظمة الدولية كوفي عنان. وتقضي الخطة نشر نحو سبعة عشر ألف جندي في دارفور، بالاشتراك مع الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي. وتسببت الحرب المندلعة في دارفور منذ أربعة أعوام وأدت إلى سقوط ما يقدر بنحو 200 ألف قتيل في فرار مئات الآلاف من اللاجئين إلى تشاد، ودفعت الأممالمتحدة إلى دراسة نشر قوة لحفظ السلام في شرق البلاد. وفي جنيف قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم إن هناك مخاوف من أن يکون ما يصل إلى 400 فرد قتلوا في تشاد خلال هجمات عبر الحدود شنتها ميليشيا الجنجويد منذ نحو عشرة أيام. وکانت المفوضية قالت الأسبوع الماضي إن السلطات التشادية قدمت رقما أوليا بسقوط 65 قتيلا على الأقل في هجومين على قريتي تيرو ومارينا بشرق تشاد في 31 مارس/ آذار. وصرح رون ردموند المتحدث باسم المفوضية في مؤتمر صحافي بأن التقديرات تشير إلى أن عدد القتلى زاد بشکل کبير وأصبح الآن بين 200 و400. وان معظم القتلى دفنوا في المکان الذي عثر فيه على جثثهم، وکثيرا ما تکون مقابر جماعية بسبب أعدادهم، فقد لا نعرف أبدا عددهم على وجه الدقة.