أبلغ الرئيس التشادي إدريس ديبي نظيره السوداني عمر البشير رسمياً أمس اعتذاره عن اختراق قواته الحدود السودانية الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مقتل وإصابة 37 عسكرياً سودانياً في مواجهات بين الطرفين، واتفقا على خطوات لإنهاء التوتر على حدودهما المشتركة وتطبيع العلاقات. واستقبل البشير في مقر اقامته مساء أمس وفداً تشادياً كبيراً ضم وزير الخارجية أحمد علامي، ورئيس الأركان في الرئاسة الجنرال موسى هارون، والمستشار الخاص للرئيس علي هارون، ومستشار رئيس الوزراء بحر الدين هارون، ومستشار العلاقات الدولية والتعاون بالرئاسة يوسف صالح عباس، ومستشار الدفاع والتعاون الدولي الجنرال محمد صالح ابراهيم، والسفير المتجول محمد عيسى ادريس، والمستشار الديبلوماسي لرئيس الوزراء شريف محمد زين، والمستشار لاو كمسات، و13 آخرين من كبار المسؤولين. وعُلم أن علامي نقل إلى البشير رسالة تحمل اعتذاراً رسمياً من الرئيس ديبي على ما حدث على الحدود اخيراً، كما حوت الرسالة تفسيراً في شأن اختراق الحدود السودانية. وتعهد ديبي منع تكرار ما جرى، وجدد استعداده لتطبيق «اتفاق طرابلس»، ولعب دور في إقناع متمردي دارفور بالتفاوض مع حكومته لانهاء أزمة الإقليم التي اعتبر استمرارها تهديداً للأمن والاستقرار على حدودهما المشتركة. وأبدى رغبته في زيارة الخرطوم قبل نهاية الشهر الجاري. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» ان الجانبين ناقشا ب «استفاضة وصراحة» التوترات الحدودية، ورفض نجامينا تسليم الخرطوم خاطف طائرة سودانية، واحتجاز السلطات التشادية مجموعة من ضباط وجنود الجيش السوداني، واستيلائها على النادي السوداني في العاصمة التشادية خلال مرحلة القطيعة بينهما، واتفقا على خطوات لحل هذه القضايا باعتبارها مؤشراً على الجدية نحو عودة العلاقات بين البلدين الى وضعها الطبيعي. وأوضح سفير السودان لدى تشاد عبدالله الشيخ ان زيارة الوفد التشادي إلى الخرطوم جاءت بعد ضغوط مارستها بعض الدول على حكومته بعدما رفضت استقبال الوفد. وكشف الشيخ عن اتجاه إلى مصالحة كبرى بين الخرطوم ونجامينا تنهي التوترات بينهما عبر وساطة تقودها ليبيا وجنوب افريقيا، خلال قمة مصغرة تستضيفها طرابلس نهاية الشهر. وأعلنت ليبيا أن مؤتمراً دولياً لمناقشة الوضع في دارفور سيعقد في 28 من الشهر الجاري في طرابلس بمشاركة الولاياتالمتحدة وبريطانيا والسودان وتشاد وإريتريا والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي. وقال مساعد وزير الخارجية الليبي لشؤون الاتحاد الأفريقي علي عبدالسلام التريكي إن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جون نيغروبونتي سيصل إلى ليبيا غداً للبحث في ملفي دارفور والصومال وبعض القضايا الأفريقية الأخرى. وزار المسؤول الأميركي أمس الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور والتقى مع قيادة القوات الأفريقية وحكومة الولاية واستعرض الأوضاع الأمنية والإنسانية، كما تفقد مخيمات النازحين قبل أن يعود الى الخرطوم في ختام زيارته، ولم تؤكد الرئاسة السودانية بعد إن كان سيلتقي البشير. إلى ذلك، حمّلت قيادة الجيش عصابات مسؤولية انفجار لغم أدى إلى مقتل 9 جنود وإصابة 11 آخرين من بينهم ضابطان. وقال الناطق باسم الجيش العميد عثمان محمد الاغبش ان اللغم انفجر على طريق قضيمة - الشهابة في منطقة الفشقة الواقعة على الحدود السودانية - الاثيوبية، في اثناء مرور الجنود من هناك للقيام «بعمل اداري».