قال الشيخ عباسي مدني زعيم الجبهة الاسلامية للإنقاذ المنحلة ان الجزائريين كانوا يتوقعون ما حدث يوم الاربعاء الماضي من تفجيرات إرهابية مروعة والتي هزت العاصمة وخلفت وراءها خرابا ودمارا شديدين بالاضافة إلى مقتل وإصابة أكثر من 250 شخصا بينهم نساء وأطفال. واضاف مدني في حديث لجريدة "الشرق" القطرية من منفاه الاختياري بمدينة الدوحة القطرية، ما زلنا نتوقع ما هو أخطر اذا بقي الحال على ما هو عليه من ظلم حيث إن الامر تفاقم وبلغت الازمة ذروتها دون علاج والحلول المطلوبة نابعة من خلال معالجة أسبابها والاعتراف بوجود ظلم واقع بحق شعب جاهد وكافح وحقق مكاسب الحرية والاستقلال والسيادة على كافة تراب أرضه ووطنه. وقال مدني، انه منذ منذ عام 1962 لم يعرف الشعب الجزائري مما كسب شيئا من كفاحه يثبت الحريات، فالقرار مغتصب والسياسة عبارة عن نظام عسكري لسلطة الحكم الفردي ولم يجد شعبنا سوى القمع والقهر وسياسة التفقير والتهميش. وعلى الرغم مما حدث من تقتيل وتشريد من السلطة في حق الشعب الجزائري الذي خير فاختار مرشحي الجبهة الاسلامية للانقاذ الذي نمثلها منذ عام 1992 عن طريق الانتخاب الحر، ومنذ ذلك الحين صار الشعب الجزائري تحت طائلة سياسية قمعية متمردة عن الشرعية الوطنية بواسطة انتخابات تتم تحت طائلة الاحكام العرفية دون شفقة او رحمة. --------------- وقال مدني، توقعنا ما حدث مؤخرا من تفجيرات إرهابية في الجزائر ونؤكد ان القادم اكثر دموية، مضيفا ان تلك التوقعات جاءت بعد تهديدات أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة والذي أعلن إنطلاق عناصر من القاعدة داخل الاراضي الجزائرية لمواجه الطغاة، وأكد مدني ان القضية الجزائرية قضية سياسية تتعلق باغتصاب حقوق الشعب كالقرار السياسي واحترام حرياته الديمقراطية الفردية والجماعية وان قضية الجزائر تحتاج الى حلول سياسية ولا تحتاج الى العنف الذي تدعو اليه القاعدة والذي قد يكون مبررا في مكان آخر إلا انه في الجزائر فلا مكان له. ---------------- وقال زعيم الجبهة الاسلامية للانقاذ، انه رغم تعنت السلطة وتمنع النظام الجزائري فاننا مازلنا نرى ان مقاومته سياسيا تكفي لاسترجاع ما ضاع من مكاسب وارجاع الجزائر الى الطريق السليم المناسب مع طموحات شعبه في النهضة الحضارية الشاملة. وأضاف، إن الشعب الجزائري ليس له علاقة بما حدث من تفجيرات واشك ان هذه التفجيرات مصطنعة لانه لايضفي الى الحلول السياسية التي ننتظرها، مؤكدا ان الشعب الجزائري لم يقل كلمته حتى الآن وما حدث ليس دليلا على توجهات الشعب الجزائري ولايتناسب مع طموحاته واصالته وطبيعته. -------------- وفي إدانة صريحة لتفجيرات الارعاء الاسود في الجزائر، قال مدني ان ما حدث من تفجيرات كان في غير زمانه وفي غير مكانه فهو خطأ فادح لن يرضي إلا أعداء الأمة ممن ينتظرون المزيد من الدماء اكثر مما سال والمزيد من المصائب بعد كل التراكمات والمزيد من التنازع والاختلاف ونجد في قوله تعالى "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" اكبر دليل على تجاوز الاحداث فالشعب الجزائري من اكثر الشعوب الاسلامية حساسية في امر التفرق والخلاف ومتعه الله بوحدة الدين ووحدة المذهب ووحدة القطر من حيث لا يقبل الخلاف والاختلاف باي حال من الاحوال. الجزائر تشهد اليوم مسيرات للتنديد بالتفجيرات.. ------------------------------- على صعيد آخر، تنظم مجموعة من الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني في الجزائر اليوم الثلاثاء مسيرات شعبية تعبيراً عن مشاعر الغضب والتنديد والرفض للتهديدات الإرهابية التي واجهتها البلاد أخيراً. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن بيان صدر عن وزارة الداخلية الجزائرية اليوم قوله إن "السلطات الرسمية رخصت للمسيرات الشعبية التي دعت إليها مجموعة من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى تنظيمها غداً الثلاثاء بعدما كانت المسيرات الشعبية محظورة في شوارع العاصمة الجزائرية منذ مسيرة ال14 من شهر يونيو 2001 ". وأضاف البيان ان هذه المسيرات تهدف إلى "التعبير عن الدعم الشعبي لسياسة المصالحة الوطنية التي بادر بها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة من خلال ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي حظي بتزكية الشعب الجزائري". واعتبر البيان المسيرات "رسالة واضحة وردا على كل محاولات التشويش على المسعى او الطعن في نتائجه وتأكيدا على تمسك الجزائريين بالحوار والحل السياسي لمعالجة مخلفات الأزمة الأمنية التي عرفتها البلاد منذ أكثر من 14 عاما". .. وتتهم أطرافا أجنبية بالوقوف وراء التفجيرات -------------------------------------- في غضون ذلك، كشفت الامينة العامة لحزب العمال الجزائرى لويزة حنون ان هناك أطرافا أجنبية لم تسمها تقف وراء هجمات الاربعاء الماضي التي استهدفت الجزائر وتسعى الى تصفية مسؤولين كبار في الدولة ممن يقفون في وجه مصالح هذه الاطراف. ونقلت صحيفة "السياسة" الكويتية عن حنون قولها "إن الجزائر ليست مقديشو"، مناشدة السلطات الجزائرية رفع الحظر المفروض على تنظيم المسيرات الشعبية من أجل السماح للجزائريين بالتعبير عن رفضهم القاطع لهذه الاعمال الارهابية التي تستهدف ضرب سيادة الدولة وفتح نقاش معمق لمعرفة مصدر الخطر. واستبعدت حنون ربط التفجيرات الاخيرة في الجزائر بتفجيرات سبتمبر في أمريكا أو تفجيرات لندن أو مدريد قائلة "ان الجزائر ليست متورطة بجيشها في احتلال أراضي دولة أخرى". وأضافت أن أحداث الجزائر لها صلة بمشاريع العولمة التي تسعى بعض الاطراف لترسيخها وتجسيدها ولكن الجزائر لن تكون أبدا أداة لتمرير هذه المشاريع .