قال متمرد اسلامي سابق له نفوذ يوم الاربعاء عشية الانتخابات البرلمانية إن السلطات الجزائرية تقوم بخيار "خطير" باستبعاد معظم القوى الاسلامية من الانتخابات. وقال مدني مزراق (46 عاما) الزعيم السابق للجيش الاسلامي للانقاذ الجناح المسلح للجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة في مقابلة مع رويترز ان التفجيرات الاخيرة في الجزائر التي اعلنت القاعدة مسؤوليتها عنها كانت "غبية" ولطخت صورة الاسلاميين الجزائريين. وقال في مقابلة من البلدة التي تشتهر بزراعة الفاكهة وتقع على بعد 50 كيلومترا جنوبي العاصمة الجزائر "تلعب الادارة الجزائرية دورا سلبيا وخطيرا باقصائها وتهميشها للاسلاميين." وتابع "الادارة لم تدرك بعد ان ما حدث في العقد الماضي مرده اساسا الاقصاء وغلق الباب امام النشاط السياسي." واندلع الصراع في الجزائر عام 1992 بعد ان الغت السلطات المدعومة من الجيش انتخابات برلمانية كانت الجبهة الاسلامية للانقاذ على وشك الفوز فيها. وخلف العنف المحتدم على مدى 15 عاما ما يقدر بحوالي 200 الف قتيل. وحظرت السلطات الجبهة الاسلامية للانقاذ وفرضت حالة الطوارئ وهي تدابير لا تزال سارية. وقال مزراق ان العلمانيين في النخبة الحاكمة لن يمنعهم شيء عن حظر مشاركة الاسلاميين في السياسة. واضاف "هناك تيار لائكي داخل النظام الجزائري يريد ابعاد الجزائريين عن دينهم وتقاليدهم وثقافتهم. هذا التيار سيستعمل كل الوسائل الممكنة لمنع الاسلاميين من دخول الساحة السياسية." وتابع "هذا التيار يمنعنا حاليا من اداء دور سياسي لانه يعرف ان عودتنا تعني خروجه من المعترك." ومزراق هو متحدث غير رسمي لمجموعة من كبار الاعضاء السابقين بالجناح المسلح للجبهة الاسلامية للانقاذ. ويسمح له بعقد مؤتمرات صحفية لكنه ورفاقه السابقين منعوا من المشاركة في انتخابات يوم الخميس. والقوى الاسلامية الوحيدة البارزة المشاركة تنتمي لحزب موال للحكومة. وتفاوض مزراق بشأن استسلام الجناح المسلح للجبهة الاسلامية للانقاذ في نهاية التسعينيات ويحاول منذ ذلك الحين اقناع زملائه السابقين بنزع سلاحهم. غير انه لايزال يريد اقامة دولة اسلامية لكن عبر الوسائل السياسية. وقال ان الاشخاص الفاسدين في النخبة السياسية استغلوا التفجيرات التي اسفرت عن مقتل 33 شخصا في الجزائر في 11 ابريل نيسان للنيل من سمعة الاسلاميين وادامة نفوذهم الخاص. وقال مزراق "الذين نفذوا العمليات الاخيرة اغبياء ولايمثلون الاسلام. هناك جماعات تريد الاستفادة من العمليات الاخيرة." واضاف "هذه الاطراف وجدت اليوم مظلة تسمى القاعدة وكل ما يحدث ينسب اليها. القاعدة في الحقيقة هي مظلة للديكتاتوريين وبارونات الفساد والمخدرات." وحث مزراق الجزائريين على الادلاء بأصواتهم في الانتخابات قائلا ان الجبهة الاسلامية للانقاذ تؤمن بالديمقراطية. وقال مزراق "لم نقل ابدا ان التيار اللائكي لا يملك الحق في النشاط السياسي. كل ما نقوله ان كل شخص في الطبقة السياسية يتعين عليه احترام اختيار الشعب." من الامين شيخي ووليام ماكلين