شن نائب رئيس "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" سابقاً علي بن حاج هجوما حادا على نظام الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة على الرغم من التضييق عليه من قبل السلطة. ودعا بن في تصريحات نارية له، بوتفليقة للخروج فورا من عزلته وصمته، مطالباً إياه "بخطوة شجاعة في طريق إيجاد حل سياسي حقيقي" للازمة الجزائرية المستمرة منذ 1992. وقال بن حاج في بيان تلقت جريدة "المستقبل" اللبنانية نسخة منه "إن الحل الذي يدعو إليه يجب أن يكون بعيدا عن المناورة، و لا يقتصر على الحل الأمني القمعي أو الإعلامي التضليلي"، داعياً الى "إطلاق حرية التعبير والرأي لجميع شرائح المواطنين، وفتح المجال الخيري والإعلامي والدعوي والسياسي، لكل الجزائريين على اختلاف مشاربهم والوانهم السياسية"، مؤكدا ان "الشعب هو الفيصل في الاختيار". ووصف المعارض البارز "ميثاق السلم والمصالحة الوطنية" ب"الفاشل على أكثر من صعيد"، ودعا بوتفليقة "إلى استخدام كل صلاحياته واتخاذ المزيد من التدابير الاضافية" في إشارة إلى العفو الشامل عن الإسلاميين بمقتضى المادة 47 من ميثاق السلم، مضيفا في هذا السياق أن "أي رئيس دولة مسؤول يعلم أن منع الحقوق الأساسية والحريات العامة ومصادرتها، يولد كل ألوان التمرد والعصيان". مدني يدعو إلى مقاومة النظام سياسيا.. -------------------------- كان عباسي مدني زعيم الجبهة الاسلامية للإنقاذ المنحلة قد ذكر في تصريحات سابقة له، ان الجزائريين كانوا يتوقعون ما حدث مؤخرا من تفجيرات إرهابية مروعة والتي هزت العاصمة وخلفت وراءها خرابا ودمارا شديدين بالاضافة إلى مقتل وإصابة أكثر من 250 شخصا بينهم نساء وأطفال. واضاف مدني في حديث لجريدة "الشرق" القطرية من منفاه الاختياري بمدينة الدوحة القطرية، ما زلنا نتوقع ما هو أخطر اذا بقي الحال على ما هو عليه من ظلم حيث إن الامر تفاقم وبلغت الازمة ذروتها دون علاج والحلول المطلوبة نابعة من خلال معالجة أسبابها والاعتراف بوجود ظلم واقع بحق شعب جاهد وكافح وحقق مكاسب الحرية والاستقلال والسيادة على كافة تراب أرضه ووطنه. وأكد مدني ان القضية الجزائرية قضية سياسية تتعلق باغتصاب حقوق الشعب كالقرار السياسي واحترام حرياته الديمقراطية الفردية والجماعية وان قضية الجزائر تحتاج الى حلول سياسية ولا تحتاج الى العنف الذي تدعو اليه القاعدة والذي قد يكون مبررا في مكان آخر إلا انه في الجزائر فلا مكان له. واشنطن تستعد لتسليم الجزائر 25 معتقلا بجوانتنامو .. --------------------------------------- على صعيد آخر، ذكرت تقارير صحفية أن مبعوث وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، السفير الأمريكي المتنقل، كلينت ويليامسون، وصل الجزائر، السبت الماضي، في سياق إجراء "مشاورات مع المسؤولين الجزائريين حول غلق معتقل جوانتنامو" إلى جانب التباحث حول وضعية المعتقلين الجزائريين ال 25 والتوصل إلى حلّ لتسليمهم إلى السلطات الجزائرية. ونقلت صحيفة "الشروق اليومي" الجزائرية عن مصدر وصفته بالمسئول قوله، أن 6 أو 7 من بين المعتقلين ال 25، يحملون الجنسية البوسنية، وقد اعتقل هؤلاء الجزائريين في كل من أفغانستان وباكستان والبوسنة، وأكد المصدر ذاته، بأن غلق معتقل جوانتنامو هو "رغبة وقرار شخصي للرئيس الأمريكي جورج بوش"، موضحا بأن ليس هناك تاريخ محدد لغلق المعتقل، ولكن أغلب التوقعات تشير إلى أنه سيكون نهاية العام 2007، أو بداية العام 2008. وجاءت الرغبة الأمريكية، في غلق معتقل جوانتنامو، أساسا نتيجة الضغوط التي مارستها المنظمات القانونية والمدافعة عن حقوق الإنسان، إلى جانب ضغط وإستنكار الهيئات الأممية، بعد السمعة السيئة التي لحقت بالإدارة الأمريكية بسبب معاناة المعتقلين. محاولة لإنهاء الأزمة بين واشنطنوالجزائر .. -------------------------------------- في غضون ذلك، سلّم ويليامسون رسالة من رايس الى نظيرها الجزائري محمد بجاوي، وافادت وكالة الأنباء الجزائرية أن بجاوي تطرق مع ضيفه إلى "مقتضيات المكافحة الدولية للإرهاب" ما يعني تذكيرا من الجزائر "بأن محاربة الإرهاب بفعالية، ينبغي أن تتم في إطار القنوات الرسمية" في اشارة إلى المذكرات التحذيرية لتي اطلقتها السفارة الأميركية في الجزائر. وصرح ويليامسون أنّ محادثاته مع بجاوي تناولت قضايا مكافحة الإرهاب والتفجيرات التي طالت قصر الحكومة ومركزا للشرطة في العاصمة الجزائرية قبل عشرة أيام، مشيدا "بالجهود التي تبذلها السلطات الجزائرية في مكافحة الإرهاب" واعتبرها بأنها "رائدة". ويري مراقبون ان الزيارة المفاجئة للسفير الأميركي المتنقّل والتي لم يعلن عنها مسبقا، جاءت لاحتواء أزمة ديبلوماسية صامتة بين البلدين على خلفية برقية السفارة الأميركية حذرّت فيها من وقوع اعتداءات إرهابية ضد البريد المركزي ومقر التلفزيون، وذلك بعد يومين فقط من تفجيرات 11 نيسان، ما خلق جوا من الرعب والهلع بين سكان العاصمة وسبب حرجا كبيرا للسلطات الجزائرية. وكان رئيس الحكومة الجزائرية صرح منذ أيام "أن الولاياتالمتحدة ارتكبت خطأ جسيما بحق الجزائر عندما أعلنت عن احتمال وقوع تفجيرات إرهابية"، وقال بلهجة شديدة "نحن لا نقبل التدخل في شؤوننا الداخلية ولم يحدث من قبل أن بادرت سفارات بالتحذير في بلد يعتمدها، وهذا الأمر مرفوض وغير مبرر مهما كانت دوافعه". تاريخ التحديث : 23/04/2007