طرح زعيم حزب «المؤتمر الشعبي» السوداني المعارض الدكتور حسن الترابي، أمس، شروطاً جديدة للتصالح مع حليفه السابق الرئيس عمر البشير تشمل «كفالة الحريات وإجراء انتخابات حرة مباشرة وبسط الديموقراطية». وشدد على ضرروة تسريع حل أزمة دارفور، معتبراً أن نشر قوات دولية إلى جانب القوة الأفريقية في الإقليم لن يحل المشكلة، ولكنه سيوفر قدراً أكبر من الأمن ويهدئ الأوضاع هناك. ووعد الترابي خلال مؤتمر صحافي، أمس، عقب عودته من زيارة إلى ولاية جنوب دارفور التقى خلالها ممثلين من أحزاب المعارضة والحكم وزعماء الإدارات الأهلية والقبائل وقيادات مخيمات النازحين، بتوظيف علاقاته مع المتمردين ودول الجوار لتهدئة الأوضاع. وقال: «سنعود للجلوس مع القبائل، وسنعمل لمناصحة الحكومة والحركات المسلحة، وسنصل دول الجوار للحديث معهم حول الأزمة». ورأى أن القوات الأممية المزمع نشرها في الإقليم إلى جانب القوة الافريقية لن تحل المشكلة ولكنها «ستكون مخدراً للأوضاع»، داعياً إلى الإسراع بإيجاد حل سوداني. واعتبر أن أزمة دارفور خرجت من إطار الصراع بين الحركات المسلحة والحكومة وأصبحت بين القبائل التي اتهم الحكومة بتحريض بعضها وتسليحه. وطالب بإطلاق المعتقلين سياسياً من أبناء الإقليم ومعالجة الأوضاع الإنسانية ورفع الحصانة القانونية عن مرتكبي الجرائم الانسانية ومحاكمتهم واشراك اهل دارفور في السلطة المركزية وتعويضهم وإيجاد ضمانات اجتماعية لهم وإعادة توطين النازحين. وكان الترابي دعا خلال ندوة في جامعة نيالا في جنوب دارفور أول من أمس إلى منح الإقليم حكماً ذاتياً خلال مرحلة انتقالية ونصيباً من السلطة والثروة كما حدث لجنوب البلاد. وقال إن أعمال القتل والاغتصاب والحرق التى تجري في الاقليم «تشبه ما حدث في عهد فرعون». ولم يستبعد أن تعتقله السلطات في أي وقت. إلى ذلك، أنهت بعثة الصليب الأحمر في السودان إعادة مجموعة من الأسرى السودانيين لدى السلطات التشادية، ونقلتهم بطائراتها من مدينة أبشي التشادية إلى الفاشر كبرى مدن دارفور. ونفذت البعثة هذه العملية بموافقة الخرطوم، وكانت معلومات سابقة تحدثت عن وجود أكثر من 70 أسيراً لدى السلطات التشادية إثر عملية فوربرنقا التي وقعت خلالها اشتباكات بين جيشي البلدين أدت الى مقتل 30 عسكرياً من الطرفين. في غضون ذلك، أجرى البشير محادثات مع نظيره الاريتري أسياس أفورقي الذي وصل الخرطوم عصر أمس، ركزت على خطوات تطبيع العلاقات بين البلدين وتطورات أزمة دارفور والدور الاريتري في الوساطة بين الحكومة والمتمردين، إضافة إلى تأسيس شركة قابضة لتنمية المناطق الحدودية، وتطبيق اتفاق سلام شرق البلاد الذي رعته أسمرا، وإمكان اقامة منطقة حرة ومد اريتريا بنفط سوداني.